عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

عمالقة الدبلوماسية السودانية: سطور من ذهب في سجل الأمة

الصورة
خليك دبلوماسي
محمد مامون يوسف بدر

في زمن تتلاطم فيه أمواج السياسة العالمية وتتصارع فيه المصالح، تبرز أسماء من الدبلوماسيين السودانيين كنجوم ساطعة في سماء المفاوضات الدولية. رجال ونساء لم يكونوا مجرد موظفين ينفذون الأوامر، بل كانوا سفراء لفن الحكمة والدهاء، حملوا على أكتافهم هموم وطن، ورفعوا رايته في أعتى المحافل. هم أولئك الذين صنعوا من الكلمات جسوراً بين السودان والعالم، ومن المبادئ سياجاً يحمي سيادة البلاد في أحلك الأزمات.
لقد كتب هؤلاء الدبلوماسيون تاريخاً مشرفاً بحروف من نور؛ ففي مفاوضات اقتصادية شائكة حوّلوا التحديات إلى فرص، وأبرموا اتفاقيات حملت في بنودها نهضة لقطاعات الزراعة والمياه والطاقة. وفي أزمات كبرى، مثل دارفور وانفصال الجنوب، وقفوا كحصن منيع يدافع عن الرواية السودانية بقلوب مؤمنة وعقول متفتحة. لم تثنهم ضغوط العقوبات ولا تعقيدات التحالفات الدولية عن المضي قدماً في بناء جسور التعاون مع دول الجوار الأفريقي والعربي، بل جعلوا من السودان شريكاً لا يُستغنى عنه في ملفات الأمن والاستقرار الإقليمي.
وما أروع ما قدموه من دروس في المرونة والمبدأ؛ ففي لحظات الضيق كانوا كالغيمة الماطرة تروي ظمأ الأرض العطشى، ينسجون التحالفات ببراعة الصياغة لا بغلظة القوة، ويذللون الصعاب بحنكة المفاوض لا بحد السيف. لقد آمنوا أن الدبلوماسية فن إدارة الاختلاف لا إلغاؤه، فبنوا علاقات متينة مع دول كانت بالأمس القريب خصوماً، وحوّلوها إلى شركاء في التنمية والسلام.
إن سيرة هؤلاء العمالقة ليست مجرد سجل وظيفي، بل هي إرث إنساني يَدرس فيه الجيل الجديد معنى الانتماء والذكاء الجماعي. فهم من جعلوا العالم يرى في السودان ليس فقط بلداً غنياً بموارده، بل عظيماً بأبنائه؛ أولئك الذين حملوا هموم الوطن في حقائبهم وسافروا بها إلى كل عاصمة عالمية، فكانوا خير سفراء للثقافة السودانية الأصيلة التي تجمع بين عبقرية الأفارقة وروحانية العرب.
اليوم، ونحن نستذكر مسيرتهم، ندرك أن الدبلوماسية ليست مهنة بل رسالة؛ رسالة حملها هؤلاء الأبطال بكل إخلاص، فحفظوا لبلادهم كرامتها وحققوا لها مكاسب ستظل حية في ذاكرة الأجيال. هم بحق "أسماء من ذهب" كُتبت بأحرف من نور، وسيظل تاريخهم نبراساً يضيء طريق من يأتي بعدهم. فالشكر لهم ليس كافياً، لكنه يبقى إشارة من أمة توقّر من خدمها بصدق وإيمان.
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
الله لا جاب يوم شكرك...

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع