بهدوء
علم الدين هاشم
الموسم التنافسي الجديد يطرق الأبواب، والقرعة الإفريقية أفرزت مواجهات واضحة: الهلال يبدأ مشواره بمواجهة الجاموس الجنوب سوداني، المريخ يواجه وصيف الدوري الكونغولي، أهلي مدني يصطدم بالنجم الساحلي التونسي، والزمالة أم روابة أمام تكيديها الصومالي. الجميع يستعد، الجميع يتحرك… إلا المريخ!
الهلال، أهلي مدني، الزمالة… كل هذه الأندية تنعم باستقرار إداري وفني يتيح لها التخطيط بهدوء، بينما المريخ غارق حتى أذنيه في خلافات وصراعات شخصية لا علاقة لها بكرة القدم. من يتحدث عن وحدة الصف إما أعمى عن الحقيقة أو يحاول بيع الوهم للجماهير. الحقيقة المرة أن المريخ اليوم ممزق من الداخل، ضحية أنانية بعض أبنائه، وأسرى مصالحهم الضيقة.
مبادرة “الوفاق” التي يروجون لها، لا تتجاوز كونها فقاعات إعلامية. كل ما يقال عن تشكيل لجنة تسيير هو مجرد أحاديث صحف إلكترونية وجس نبض لمعرفة من يسيطر، وليس كيف نُنقذ النادي. الوضع الحالي ليس مجرد أزمة إدارية، بل خيانة لمستقبل المريخ.
حين حذرنا من إزاحة مجلس النمير دون بديل جاهز، كنا ندرك أن الفراغ الإداري أخطر بكثير من بقاء مجلس ضعيف. وها هو المريخ اليوم يعيش هذا الفراغ القاتل، يضيع الوقت، وتضيع معه فرص الإنقاذ، بينما التسجيلات انطلقت بالأمس، والنادي بلا مال، بلا خطة، بلا رؤية.
المريخ اليوم لا يذبحه الهلال ولا خصومه، بل يذبحه أبناؤه كل يوم، بسكاكين الإهمال والتآمر. يذبحونه بالتلكؤ، بالمساومات، بالمصالح الخاصة. يذبحونه بصمتهم أمام الحاجة الماسة للأموال لإبرام صفقات قوية تعيد للفريق هيبته.
الخطر الآن ليس في مباريات سبتمبر، بل في أن يبدأ المريخ موسمه الجديد وهو مجرد اسم كبير بلا قوة على الأرض. وإذا استمر هذا الحال، فالنتيجة لن تكون مجرد موسم فاشل، بل انهيار قد يحتاج سنوات للتعافي منه.
أوقفوا هذا النزيف قبل أن يتحول المريخ إلى جثة تنتظر من يدفنها!
0 التعليقات