في الصميم
حسن أحمد حسن
حدثني عدد من الأصدقاء الذين اضطرتهم ظروف الحرب لمغادرة ديارهم واللجوء إلى بعض الدول الشقيقة والصديقة، والانتشار في أغلبها ومحافظاتها.
وأغلب هؤلاء الذين حدثوني عن ظاهرة شكاوى بعض الأسر السودانية من الاختفاء المفاجئ لأبنائهم، ومن ثم وصول معلومة بأنه قد تم حجزهم من قبل السلطات المختصة في تلك الدولة تمكينًا لترحيلهم إلى بلدهم.
لا تستغرب تلك الإجراءات، لأن صراحة التجمعات غير المنضبطة لبعض الشباب من الجنسين في أغلب شوارع وأزقة تلك الدول الصديقة ليست مقتصرة على الشباب فقط، بل تشمل بعض الشابات السودانيات أيضًا.
ما أشاروا إليه أن تلك العادات السيئة وصلت إلى بعض المحافظات وأطياف المدن، خاصة ظاهرة "ستات الشاي"، مما اضطر أحد أهالي تلك المحافظة في الدولة الشقيقة إلى تكسير كل رواكيب الشاي الخاصة بالسودانيات، ومنعهن من مزاولة المهنة، ومطالبتهن بمغادرة تلك المدينة عاجلًا غير آجل.
والأشد وجعًا وألمًا ظاهرة كثرة الكافيهات وما فيها من مظاهر سالبة، وحفلات قونات برفقة مجموعات من الشباب تمتد جلساتها حتى صباح اليوم التالي.
لا يظن هؤلاء الشباب أن السلطات الأمنية غافلة عن تلك الممارسات، فبالتأكيد سوف يأتي الوقت المناسب للمحاسبة، وحينها يصبح الشر عامًا، ويبدأ البحث حتى داخل الشقق بسبب تلك الممارسات والتصرفات غير المقبولة، التي تسببوا فيها في قطع أرزاق الكثيرين، بل كانوا سببًا في كثير من الإجراءات المتشددة للحصول على تأشيرة الدخول لتلك الدول الشقيقة والصديقة.
رسالتنا السامية لكل الآباء والأمهات معًا: نرجو الانتباه إلى أولادكم ومتابعتهم ومراقبتهم وعدم فك الحبل، فإذا غرق القارب فسوف يصعب انتشاله. وبعض هذه الشلليات لها ممارسات يخجل القلم عن تسطيرها أو ذكرها.
اصحوا من غفلة النوم والتجاهل أيها الآباء والأمهات (فالرصاص الذي لا يصيب يدوش). اسألوا أولادكم عن من هم أصحابهم، ولا تسمحوا إطلاقًا لأبنائكم بأن يناموا خارج بيتهم بحجة أنهم "باقون مع صديق". اعرفوا وتحرى بدقة من هم أصحاب أبنائكم.
رسالة في أذن كل رب أسرة موجود داخل حدود الوطن وأولاده خارج الحدود: نقول له قد آن الأوان لاتخاذ القرار العاجل والعاقل بعودة أبنائك إلى حضنك، فالكلام الممنوع من الكتابة كثير، وكذلك أصدقاء وصديقات السوء كثر، والقيل والقال وكثرة الكلام عن بعض التصرفات لا يسمح المكان ولا الزمان لسردها لوجعها، فهي تذوب الجليد وتشيب رأس الوليد.
فاسرع بإرجاع أسرتك إلى حضنك قبل فوات الأوان.
نحن لا نعمم، ولا نشمل، ولكن ننبه ونحذر ونلفت الأنظار، لأن أصحاب السوء أصبحوا كالسوس ينخرون في أهل الثقة ومن يثقون فيهم، والذين يقعون بسهولة في مصائدهم.
والله من وراء القصد.
0 التعليقات