بهدوء

علم الدين هاشم

ما تزال الأزمة الإدارية في نادي المريخ تراوح مكانها، على الرغم من الجهود الكبيرة والمقدَّرة التي يقودها مولانا أزهري وداعة الله، رئيس لجنة الحوكمة، إلى جانب الفريق طارق عثمان، المكلّف مؤقتًا بالإشراف على الجوانب الإدارية والمالية.

ولكن، ورغم هذا الحراك، لم تثمر هذه التحركات عن قرارات حاسمة تنتشل النادي من حالة التيه المؤسسي التي يعيشها.

الوقت لا يرحم، والمريخ ليس في وضع يسمح برفاهية التأجيل أو الدخول في جدل عقيم حول من يقود لجنة التسيير المقبلة.

الفترة القادمة حرجة بكل المقاييس، حيث تبدأ التسجيلات خلال أيام، يتبعها الإعداد للموسم الجديد، الذي سيشهد مشاركة الفريق في دوري أبطال أفريقيا؛ وهي بطولة لا تحتمل الارتباك أو ضعف القرار.

المثير للقلق أن بعض الأطراف المريخية ما زالت تمارس "التنظير"، وتنخرط في صراعات شخصية لا علاقة لها بمصلحة النادي، وكأن الزمن قد توقف، وكأن المنافسين في انتظارهم حتى يتوافقوا!

على كل من يحرص فعليًا على مصلحة المريخ أن يدعم أي جهد عملي يسعى لإخراج النادي من هذه الدوامة، بدلًا من تعطيل مساعي التوافق باللاءات المسبقة والتكتيكات الخفية.

الكرة الآن في ملعب العقلاء، وعلى كل من يملك صوتًا مسموعًا أن يحدد موقفه بوضوح: إما إنقاذ المريخ... أو تركه ينهار أمام أعين الجميع.

المطلوب اليوم ليس البحث عن الأسماء الأكثر "تنظيرًا"، بل عن لجنة تملك الجرأة والقدرة على اتخاذ قرارات عاجلة، وتمتلك الأدوات اللازمة للتنفيذ السريع.

فالأسماء وحدها لا تكفي، والتاريخ الشخصي لا يشفع إن لم يُترجَم إلى أفعال ملموسة تخدم اللحظة الراهنة.

ببساطة، الفراغ الإداري لا يُملأ بالأمنيات... بل بالإرادة والجرأة.

والمريخ لا ينتظر المترددين!