عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

كمال طه.. الرحيل المر

الصورة

شهادة حق

حافظ خوجلي


من بعيد جاء الخبر الحزين، والرحيل المر لأحد أهرامات العمل الإعلامي، الذي سطّر مسيرة حافلة بجمال المفردة والنقد البنّاء، الذي أرسى دعائمه مع أساتذتنا في الإعلام الرياضي. وكان فقيدنا الأستاذ كمال طه مدرسة متفرّدة، خرّجت العديد من الكوادر الإعلامية التي سارت على نهجه، وهو ينتقل بخبراته الإعلامية إلى تأسيس النقد الرياضي في دولة الإمارات، حيث عمل في واحدة من أكبر الصحف الإماراتية – على ما أذكر صحيفة "الخليج" – وكان شجاعًا في طرح رأيه، الذي كان محل احترام من كل المسؤولين هناك، وظلّ اسمًا وعلمًا من أعلام الإعلام الرياضي في الإمارات، التي أمضى فيها أكثر من خمسين عامًا.

خلال مرافقتي لفريق المريخ إلى الإمارات عام 1987 للمشاركة في البطولة العربية للأندية – والتي نال فيها المريخ نقطة واحدة بتعادله أمام جبلة السوري، وأُطلق عليه وقتها "الموز أبو نقطة" – كان الراحل كمال طه يؤدي دورًا كبيرًا تجاه بعثة المريخ، فلم يُقصّر في شيء. ولا أنسى حين تم حجز أحد الإداريين لحين سداد مبلغ مالي والبعثة في طريقها إلى مطار دبي للعودة؛ فما كان من الراحل إلا أن سدد المبلغ كاملًا، وتم تكليفي بإخطار الريّس حجوج لإرسال المبلغ، وقد تم ذلك فور وصولنا مطار الخرطوم.

الراحل كمال طه كان يمثل سفارة إعلامية لكل الزملاء القادمين للإمارات، سواء مرافقين للبعثات أو الباحثين عن فرص العمل، وكان يسهل لهم كل ما يحتاجونه، ونشهد له بالكثير من المواقف الجميلة. كان واجهة مشرّفة لكل سوداني في الإمارات، ويبقى رحيله فاجعة لكل من عرفه وعرف عنه تلك السيرة التي تُعد تاجًا على رأس الإعلام الرياضي السوداني.

كمال طه والرحيل المر.. في زمنٍ كثرت فيه الفواجع والأحزان على قلوب الأمة السودانية، التي تفقد كل يوم عَلَمًا من أعلامها. تبقى الغصة في الحلق، والمرارة في الفؤاد، ولا نقول إلا ما يُرضي الله:

اللهم ارحمه واغفر له، واجعل قبره روضة من رياض الجنة.

رحل عنّا وبقيت ذكراه خالدة بيننا.

خالص التعازي لأسرته الكريمة، التي نشهد لها بحسن الاستقبال وكرم الضيافة لكل زائر، ولأسرة الإعلام الرياضي عامة.

ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

شهادة أخيرة:

الراحل كمال طه لم يتعالَ يومًا بقلمه، بل كان موجّهًا لكل من عملوا معه، وأكسبهم من خبراته ما يعينهم على مواصلة حمل راية الإعلام الرياضي.

نحزن – والله – على رحيل أهرامات الإعلام دون أن ينالوا ما يستحقونه من تقدير أو تكريم على ما قدموه.. والأمثلة كثيرة، ويجب أن نتعظ منها.

"نقاط فوق الحروف" كان اسم العمود الصحفي للراحل، وكان الجميع يحرصون على قراءته في الإمارات، لما فيه من رأي سديد وكلمة مسؤولة.

رحمك الله أستاذ كمال، لقد كنت فقدًا كبيرًا في المجال الإعلامي، وإن لم نعمل معًا في صحيفة واحدة، فقد وجدنا منك دائمًا ما يدعم مسيرتنا المهنية.

كمال طه.. والرحيل المر

اللهم اغفر له وارحمه، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
(قيادي) من وراء حِجاب ...

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع