وهج الحروف

ياسر عائس

تحت هذا العنوان كتبت من قبل، وحذّرت إدارة الهلال من مخطط خطير لـ"تشليع" الفريق الذي سحر القارة السمراء بنتائج مميزة خلال دوري الأبطال، وبات لاعبوه محط أنظار الأندية ووكلاء اللاعبين لتسويقهم بذريعة الحرب في السودان.

وطالبتُ القطاع الرياضي بتحصين اللاعبين بعقود طويلة، واتباع الطرق القانونية في استدعاء اللاعبين للمشاركة، وسد الذرائع، وإغلاق الثغرات التي يتسلل منها الناقمون على استقراره.

تنكّر فلوران للهلال ولم يحترم "عِشرة السنين"، وبات يفاوض لاعبيه جهارًا نهارًا. فبعد أن طلب من نادي عزام التعاقد مع إيبوويلا، وإيمي، وياسر مزمل، فاجأ الكونغولي المتابعين وطلب خدمات رمانة وسط الهلال والسودان ولاء الدين (بوغبا)، رغم علمه بأنه القطعة التي لا يمكن لأي مدرب الاستغناء عنها، بعد أن تطور مستواه وتخلّص من عيوب الهواية، وبات لاعبًا محترفًا في سلوكه، وانضباطه، وأدائه، وطاعته للمدرب، وتنفيذه للتعليمات، فضلًا عن التزام صارم بالتدريبات.

منذ سنوات، وبوغبا يُطبّق بنود الاحتراف كما وردت نصًّا؛ التزام في الملعب وداخل غرفة الملابس، واحترام للتعليمات والضوابط، بدليل المستوى الرفيع الذي قدّمه في بطولة النخبة، فكان واحدًا من العناصر المؤثرة، بل رافعة مهمة صعدت بالهلال لمنصة التتويج باللقب.

لم يخجل فلوران، أو يحترم أعوامه الثلاثة مع الهلال، وحب الجماهير، وتقدير الإدارة، ومكانته وسط اللاعبين. فبعد أن فشلت محاولاته في تحويل مسار مواطنه إيبوويلا نحو الدوري التنزاني باستغلال ذريعة الحرب، ها هو يتجه لإفراغ وسط الهلال من أهم عناصره.

يتعيّن على مجلس الهلال أن يصحو من غفوته، ويتخلى عن نعومته، ويواجه فلوران بصرامة، ويُلزمه باحترام نادي الهلال.

يتسلّق فلوران أسوار الهلال، ويغازل لاعبيه من بعيد، دون تقدير لأنصاره وإدارته التي صنعت منه اسمًا في إفريقيا.

التفاوض مع اللاعبين، والسعي للتعاقد معهم لتقوية فريقه الجديد، حق مشروع، ولكن عليه احترام الحد الأدنى من الأخلاق؛ فالنجاح في تجربته القادمة، والسعي مع عزام لبناء مجد وصناعة سمعة، ليس بالضرورة أن يكون عبر هدم الهلال الذي قدّمه لعالم الشهرة والأضواء.

ونخشى أن يعاقبه بـ"جزاء سنمار".

إيقاع مجلس الهلال في أمر التسجيلات والمدرب يتسم ببعض البطء، وهو ما يُغري الأندية الأخرى على مناوشة أعمدته الأساسية.