عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

هل الرفيق القادم… روبوت؟!

الصورة

كلمة حرة مباشرة

عصام الخواض

في زمنٍ تتسارع فيه الخُطى، وتغزو فيه التكنولوجيا كل زاوية من زوايا حياتنا، ينهض سؤال عميق من قلب الواقع: هل القادم أسوأ؟ وهل علينا أن نخاف من هذا التطور الجارف، خاصةً في تربية أبنائنا وتعليمهم عاداتنا وتقاليدنا السودانية؟

نُشاهد أطفالنا وهم يُحادثون الشاشات أكثر مما يُحادثوننا، يضحكون مع الذكاء الاصطناعي أكثر مما يضحكون في حضن أمهاتهم، يحفظون أسماء الشخصيات الكرتونية الغربية أكثر مما يعرفون عن "ود أم بُعلو" أو "بت أم لأعاب".

لكن، هل المشكلة في التكنولوجيا؟

أم في غيابنا نحن، وانسحابنا الطوعي من مسرح التربية، وترك الأبناء رهائن في حضن "الآيباد" و"تيك توك" و"الروبوتات الذكية"؟

التكنولوجيا ليست عدوًا، بل أداة.

سكين يمكن أن تُعدّ به وجبة عامرة، أو أن تُجرح به دون وعي.

والمشكلة ليست في المستقبل، بل في مَن يدخل إليه عاريًا من الجذور، خفيف الهوية، مشوش الانتماء.

التحدي الحقيقي اليوم ليس في إيقاف قطار التكنولوجيا، بل في أن نُصعد أبناءنا عليه وهم يحملون في حقائبهم:

• قصص "حبوبة" تحت ضوء القمر

• احترام الكبير ومقامات "الضرا"

• مفردات مثل "العِيب"، و"الستر"، و"الواجِب"

• الطرب الأصيل، من الطمبور والمردوم إلى أغنيات الحقيبة

في قريتنا، كان الطفل يُربّى بالعين قبل الكلمة، وبالمثال قبل النصيحة.

أما اليوم، فالعين مشغولة، والكلمة مرهقة، والنموذج غائب... فهل نترك أبناءنا يتربّون على يد الروبوت؟

الجواب: لا.

نعم، قد يأتي يوم يُصبح فيه رفيق أبنائنا روبوتًا،

لكن لن يستطيع أي جهاز في العالم أن يُغني عن دفء حضن الأب، ولمسة الأم، وسير التراث السوداني المنطوق من قلب يحب ويتذكّر.

إن لم نُدرّب أبناءنا على حمل هويتهم كراية، فسيحملون شتاتهم كقدر.

المستقبل لا يُخيف من يعرف من أين أتى، وإلى أين يريد أن يذهب.

فليكن لأبنائنا عيون ترى الشاشة، ولكن بقلوب ترى الوطن.

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
اتحاد (المناسبات) !!!..

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع