عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

كأس العالم للأندية... شغف باهت ووهج مفقود! ... بقلم :محمد الخطيب

الصورة

كأس العالم للأندية... شغف باهت ووهج مفقود!
محمد الخطيب
mkhateeeb@gmail.com
في زمنٍ يسكنه الصخب الكروي، وتتزاحم فيه البطولات والمنافسات على مدار العام، كانت كأس العالم للأندية تمثل ـ في بداياتها ـ الحلم الأكبر لفرق القارات، وبوابة العبور إلى العالمية الحقيقية. لطالما انتظرنا بشغف لحظة تصادم بطل أوروبا مع فرسان أمريكا الجنوبية، أو مواجهة عملاق آسيا لأبطال أفريقيا، في لوحة كروية لا مثيل لها.
لكن، بمرور الوقت، بدأ ذلك البريق يخفت شيئًا فشيئًا. فقدت البطولة جاذبيتها، وصار مرورها أشبه بحدث عابر، يفتقد الحماسة التي كانت تُشعل المدرجات، وتملأ الأحاديث في المقاهي والشوارع.
في البدايات، عشنا لحظات نادرة، كنا ننتظر بفارغ الصبر مفاجآت تُشبه الحكايات الخرافية، نتابع بحماس فريقًا مغمورًا من اليابان أو الكونغو، يحاول قلب الموازين أمام الأندية الأوروبية العملاقة. كنا نشاهد دموع اللاعبين، ونسمع زئير جماهير قطعت آلاف الأميال لتصنع لحظة مجد، وكل ذلك منح البطولة نكهة لا تتكرر.
لكن، مع الوقت، باتت البطولة تمر ببرود. الأندية الأوروبية تدخلها وكأنها في "رحلة عمل" قصيرة، تعرف نهايتها مسبقًا. الفوز بالكأس أصبح مسألة وقت، لا مفاجأة. حتى الأندية اللاتينية، التي كانت تفرض هيمنتها في البدايات، فقدت بعض حدتها، وباتت تلعب بحذر، وكأنها تقاتل دون شغفها القديم.
الهلال السعودي وحده، مثّل أيقونة مضيئة في هذا المشهد الباهت. لم يعد مجرد مشارك، بل بات منافسًا حقيقيًّا، يفرض اسمه بين الكبار، ويرفع راية الكرة العربية والآسيوية بفخر. يقدم أداءً قتاليًّا مشرفًا، جعل الجمهور العربي يشعر أن الحلم ممكن، وأن المعجزة قد تتحقق، حتى في زمن التوقعات المحسومة.
أما الأندية الأفريقية، التي طالما هددت الكبار وأشعلت البطولة بروحها الجامحة، فقد تراجع حضورها بشكل لافت، وصار أداؤها باهتًا، لا يليق بتاريخها الحافل بالمفاجآت. في المقابل، لا تزال الفرق الآسيوية تحاول بإصرار، تزرع الأمل في كل مشاركة، وتكسب احترام المتابعين عامًا بعد عام.
غياب المفاجآت بات أكثر ما يُضعف البطولة. لم نعد نرى تلك القصص الملحمية التي تُروى للأجيال، ولم نعد نعيش لحظات "الجنون الكروي" التي تجعل المشجعين يحبسون أنفاسهم حتى صافرة النهاية.
حتى الحضور الجماهيري أصبح رهينًا بوجود فرق عربية أو لاتينية تمتلك قاعدة شعبية ضخمة، فيما تفتقر بقية المباريات إلى ذلك الزخم، فتتحول المدرجات إلى مقاعد باردة لا تهتف إلا نادرًا.
اليوم، كأس العالم للأندية بحاجة إلى إعادة صياغة، إلى شحنة من الإبداع والجرأة والعدالة في التنظيم، حتى تستعيد مكانتها كعرس كروي عالمي ينتظره العالم كله، لا مجرد لقب يُضاف إلى خزائن الأبطال الأوروبيين.
الجماهير تبحث عن الإثارة، عن حكايات البطولة التي لا تُنسى، لا عن نهائيات متوقعة وعناوين محفوظة سلفًا.
ختامًا، تظل كأس العالم للأندية تحمل اسمًا كبيرًا وثقلًا تاريخيًّا، لكنها بحاجة إلى روح جديدة، تُعيد شغف المشجعين، وتمنحها الحياة التي تستحقها.
فهل نشهد في السنوات القادمة ميلادًا جديدًا لهذه البطولة؟ أم ستبقى صفحتها القادمة باهتة، تنتظر من يُعيد إليها وهجها القديم؟.
نقلا عن آكشن سبورت

شارك عبر:
img
الكاتب

ابراهيم عوض

كاتب صحفي مهتم في الرياضة.

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع