اللواء عمر علي حسن في الجزء الثالث من حواره مع "آكشن سبورت":
السودان لا يستطيع مجاراة العالم.. ويكفينا تطوير على "قدر الحال"
الفساد أطاح بالبنية التحتية.. واسترداد الميادين أولوية وطنية
يجب إشراك المجتمع في ملكية الأندية ومنشآتها الرياضية
حوار: د. كرار التهامي
يتحدث اللواء عمر علي حسن، رئيس نادي الهلال الأسبق، في الجزء الثالث والأخير من هذا الحوار الشامل مع آكشن سبورت، بصراحة لافتة عن أزمة العلاقة بين الأندية الكبرى والاتحاد السوداني لكرة القدم، مؤكداً أن الاتحاد بات يُدار عبر عضوية منحازة وقيادات فاسدة تخدم أندية بعينها، داعيًا إلى حلٍ سياسي شامل يُقصي العضوية الحالية ويحظر عودتها.
ويرى اللواء عمر أن لا أمل في إصلاح علاقة الهلال مع الاتحاد الحالي، مشيرًا إلى أن النادي يتعرض للظلم، وأنه ينبغي عليه السعي للانسلاخ وتأسيس رابطة محترفين خاصة.
كما تطرق إلى سبل تطوير البنية التحتية، وضرورة إشراك الدولة والمجتمع في تأسيس المرافق الرياضية. وختم برسالة لجماهير الهلال طالبهم فيها بالتحلي بالروح الرياضية، والابتعاد عن الفوضى، ودعم الجهود بدلًا من انتقادها.
• كيف يمكن إصلاح العلاقة بين الأندية الكبيرة والاتحاد اليوم؟ وهل ترى أن الهلال تعرض لظلم في فترات معينة؟
للأسف، أصبح الاتحاد يُدار بانتماءات ضيقة، وعضوية تأتي عبر أساليب ملتوية، وتُسيطر عليها قيادات منحازة لأندية معينة. تُنشئ هذه القيادات لجانًا مختارة بعناية، تُتقن "سمكرة" القوانين لخدمة مصالحها.
لقد بلغ الفساد حدًّا يتطلب تدخلًا سياسيًا عاجلًا، يبدأ بحظر عضوية الاتحاد الحالية، وكل عضوية سابقة مشبوهة، ومنعهم من العمل مستقبلاً. يجب إعادة تشكيل الاتحاد بتمثيل نسبي عادل للأندية، وتُعيَّن مناصب الضباط الأربعة بناءً على المؤهلات والخبرة، لا الانتماء.
يُفترض أن تكون هناك لجنة وزارية محايدة تراقب النشاط الرياضي وتفصل في النزاعات بقرارات نهائية لا تخضع للقضاء، مع مراعاة النظام الدولي باستثناء هذه اللجنة.
• العلاقة بين أندية الدوري الممتاز واتحاد كرة القدم ظلت محل جدل واسع، في رأيك ما السُبل الكفيلة بتنظيم هذه العلاقة وتقنينها بما يحقق العدالة والتوازن؟
ينبغي فصل أندية الدوري الممتاز عن الاتحاد العام، وأن تُدار عبر رابطة محترفين خاصة تنظم شؤونها ومنافساتها وأوضاعها المالية، كما هو معمول به في دول أخرى.
أما علاقة الهلال بالاتحاد الحالي، فهي علاقة مشوهة، يغلب عليها الظلم والاستهداف. لا أظنها قابلة للإصلاح، وأرى أن الهلال يجب أن يسعى بكل قوة للانسلاخ من هذا الاتحاد، والمضي في تأسيس رابطة محترفين على أسس قوية وواضحة.
• كيف يمكن تطوير البنية التحتية للرياضة في السودان، في ظل التدهور الذي أصابها قبل الحرب وبعدها؟
قبل الحرب، تم الاستيلاء على العديد من الميادين العامة بغير وجه حق. والحل يبدأ باسترداد ما لم يُبنَ منها بقوة القانون، وأن تعيد الدولة السيطرة على ما فُقد منها، ثم إعادة توزيعها على الأندية والفرق الرياضية، مع إشراكها في ملكية جماعية، وتأسيسها وفق خارطة موحدة تُصدرها الدولة، بينما يتولى المواطنون تمويل التأسيس.
وفي أي أحياء سكنية جديدة، يجب تحديد مواقع للرياضة ضمن التخطيط الأساسي، وتُملَّك للهيئات الرياضية قبل أو بعد توزيع الأراضي، ويشترط تأسيسها وفق الأسس الحكومية، وإلا تُنزع الأرض ويُسحب ترخيص النادي أو الهيئة.
• هل ترى أن القانون الرياضي ولوائح الأندية في السودان كافية لتطوير الرياضة، أم أنها باتت عقبة في طريق التطور؟
هذه مشكلة عالمية، لكن السؤال الأهم: ما هو دور النادي اليوم؟ هل هو الجهة المسؤولة عن التطوير؟ لا أظن.
الأدوار تغيّرت، ونحن أحوج اليوم إلى إدخال الرياضة تدريجياً في المناهج التعليمية، حتى تصل إلى عشر حصص في الأسبوع. يجب ألا تُبنى مدارس دون تجهيزات ومنشآت رياضية.
لم تعد الأندية سهلة التأسيس، ولا الناس يملكون الوقت لارتيادها. وسينتقل عبء تطوير الرياضة إلى الدولة، وشركات الرياضة، ومؤسسات التمويل، بل حتى القمار والمراهنات، مع وجود تعليم رياضي متخصص حتى في الجامعات وما فوقها.
السودان اليوم لا يستطيع مطاردة العالم في هذا المجال، ويكفينا أن نواكب "بقدر الحال". والله أعلم.
• هل من كلمة أخيرة توجهها لجماهير الهلال والرياضة السودانية عمومًا؟
ليتنا نلتزم بدورنا كجماهير، نحب بعضنا البعض، ونحترم الأندية وإداراتها ولاعبيها والعاملين فيها، ونُقدِّر ما يبذلونه من جهد، لا سيما في هذه الظروف القاسية.
دعونا لا نتدخل في عملهم، ولا ننصِّب أنفسنا أوصياء عليهم. فلنُسهم بما نستطيع، ولو بالقليل، ولنبتعد عن الشغب والفوضى وما تكلفه من أعباء.
شكرًا لكل من يعمل، حتى لو لم يُوفَّق، ولنربّي أبناءنا على الروح الرياضية، والطموح، والتنافس الشريف.
حفظ الله بلادنا، وردّها كما كانت عظيمة وقوية.
0 التعليقات