همس الهتاف
الواثق عبدالرحمن
• لعلها حقيقة مؤلمة، لكنها – في الوقت ذاته – معلومة للجميع، تقول إن الهلال ظل يتعرض للإخفاق في البطولات القارية، لا سيما في المنعطفات الأخيرة من المنافسة.
• ومعزى ذلك الإخفاق أن الأدوار النهائية تحتاج إلى لاعبين من طينة خاصة، يستخدمون كل خبراتهم في توزيع الجهد على دقائق اللعب، والتركيز على لاعبين معينين من الخصم لاستغلالهم وإجهادهم، لا سيما من نال بطاقة صفراء أو ألمّت به إصابة – ولو طفيفة – أو من بدا عليه الإعياء والتعب.
• كل هذه فنيات يحتاجها التنافس في المراحل الأخيرة من السباق، فهل يتوافر الهلال، وعموم الأندية السودانية، على لاعبين من هذه الشاكلة؟ الحقيقة: لا، وألف لا.
• تسمعون كثيرًا عبارة يرددها الزميل الحبيب الرشيد بدوي عبيد، ومعظم المعلقين السودانيين، بعضهم بفهم، وبعضهم بلا فهم.
• إنها عبارة "الثبات الانفعالي". فما هو الثبات الانفعالي؟ وكيف يكون اللاعب في الوقت ذاته ثابتًا ومنفعلًا؟
• العبارة ظاهرها تناقض، وباطنها ومغزاها غير ذلك.
• الثبات الانفعالي يعني أن يكون اللاعب – في مواقف اللعب الضاغطة – مركزًا في الكرة، متفحصًا بلمّاحية عالية لحركة اللاعب الخصم، وفي الوقت ذاته قادرًا على رد الفعل السريع، فإما انقضاض مدروس، أو ترصُّد بفهم.
• هذه ميزة اللاعبين الكبار، خصوصًا لاعبي الدفاع، وهي ميزة نادرة يتميز بها كثير من اللاعبين العالميين، منهم لاعب ريال مدريد الألماني الأسمراني (أنطونيو روديغر) ولاعب ليفربول (فيرجل فان دايك).
• وفي السودان، كان لاعب الهلال وكابتنه طارق أحمد آدم مميزًا بثباته الانفعالي وقدرته العالية على قراءة حركة المهاجم وتفكيره.
• كان طارق مدافعًا صميمًا، رغم أن له عيبين كبيرين: لا يجيد استخدام الرأس، ولا رجله اليسرى بصورة ممتازة.
• وبرغم ذلك، كان مميزًا، وحصل على جائزة أفضل لاعب في أفريقيا.
• والشيء بالشيء يُذكَر، فقد كان مدافع المريخ وكابتنه كمال عبد الغني مميزًا بحُسن التفكير، والانقضاض الموزون، واللمّاحية العالية في قراءة تفكير المهاجم.
• أخلص من هذا إلى ما حبرته في العنوان: لا يزال الفكر الاستقطابي للكشف الأزرق قاصرًا، لا يمد عينيه إلى أفق البطولات.
• ما الفائدة من استجلاب (كرشوم)؟ وهل تنطبق عليه المواصفات التي ذكرناها أعلاه؟ لا أعتقد. عمومًا، نشارككم الفرحة ولا نريد إفسادها، ولكن... غدًا لناظره قريب.
• والعجب: المدعو موسى كانتي؟! معقولة ياخ؟
• لا بد من تسخير قدرات الهلال، وتجنيد مكتشفين مميزين للاعبين.
• في أفريقيا، هناك أشبال وناشئون صغار... ولكن: من يبحث؟ ومن يتوافر على النظر الفاحص؟
• هل تتذكرون داريو كان ويوسف محمد؟ هناك من هم أفضل منهم، وأرخص بكثير!
• الرك على الكشّاف.
• توغلوا في مجاهل أفريقيا، واستخرجوا من كنوزها لاعبين مميزين.
• صغار وخالون من عيوب اللاعب السوداني عمومًا، والمدافع خصوصًا: التردد الشديد، التوتر العالي، والانقضاض غير المدروس.
• المهم: ثبات انفعالي، وهمس وهتاف، متناقضات تحمل في جوفها قيمة المعنى، ورسالة الكلمة، ونصاعة الرأي السديد.
• والمصحح في هذه الصحيفة حريف وشاطر، لكن "جلطاته" مثل المدافعين السودانيين: لا بتنلِم ولا بتنخِم!
• كتبت في "همس الأحد" عن حكاية البنت أميرة، وقول الحبوبة: "ارجع قطعا الشارع" – وهذا هو لُبّ الحكاية.
• فقلبها المصحح إلى "قطعن الشارع"! فضاع المعنى، وتاه الهمس، وضلّ الهتاف.
• التسجيل الصحيح يعني فريقًا صحيحًا.
• وكان حيّين بنتها مس..
0 التعليقات