عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

البدفع لك.. اتبوهملو..!

الصورة
كي بورد
الطيب علي فرح

هل لاحظتم أن غالبية أعضاء مجالس إدارات الأندية لدينا هم مثل (الأنعام)؟ لا رأي لهم ولا تأثير يُذكر..!
وسنكتشف أسباب هذه "البهيمية" – التي تعرفونها جيدًا – عند قراءة هذا المقال.
في أنديتنا السودانية، كبيرها وصغيرها، لا يبدأ الحديث عن إدارة الأندية من السؤال الأهم:
"ما هي الخطة؟"
بل من السؤال الأبدي: "من الذي سيدفع؟"
مالنا والبرامج! مالنا ومصادر الأموال! مالنا والوضوح المالي..!
ما يهم فقط هو إيجاد رجل ثري يتحمّل العبء.
وهذا ما منح الفرصة لـ"بغاث الطير" لتسنُّم قيادة أحد أعظم الأندية السودانية... (عشان عندهم قروش).
في المريخ، مؤخرًا، استقال رئيس النادي ومجلس الإدارة، وتنفّست الجماهير الصعداء، لكن السؤال عاد من جديد: من هو الجلابي التالي؟
بدأ الناس في البحث فورًا!
وفي الهلال، تبدو الأوضاع مستقرة إلى حد ما، لكن لا يمكن الهروب من الحقيقة:
الهلال في خطر طالما أن رجلاً واحدًا أو اثنين فقط يمولان النادي من جيبهما.
بالتالي، فإن مؤسسية النادي الكبير واستقراره تظل معلقة على مزاج المموّل وقدرته.
في أنديتنا، من يدفع هو من يُقرّر.
يمكنه حتى "تحشير" (ناس بيتهم) للعمل في النادي، والاستطعام من "كيكة الشهرة".
فيصبح الرئيس هو صاحب القرار الوحيد، وتصبح الجمعية العمومية ديكورًا يُستدعى عند الحاجة لتجميل المشهد ومنحه الطابع الشرعي.
لا أحد يسأل:
هل ما يحدث طبيعي؟
هل يمكن أن نُسمّيه إدارة؟
وهل تُدار الأندية في العالم بهذه العقلية؟
تخيّل يا مؤمن، في إسبانيا – مثلًا – لا يُسمح لرئيس ريال مدريد أو برشلونة بتمويل النادي من جيبه الخاص.
لا يمكن لفلورنتينو بيريز أن يقول إنه دفع صفقة مبابي من ماله، لأن ذلك يُعد تضاربًا في المصالح، يخل بمبدأ الشفافية، ويفتح باب السيطرة الفردية على مؤسسة عامة.
الرئيس هناك يُدير، ولا يُموّل.
وإذا أراد الترشّح، فعليه تقديم ضمان بنكي، يُستخدم في حال تسببت سياساته بخسائر مالية للنادي.
أما عندنا، فكلما انسحب الرئيس المموّل، انهار النادي!
توقفت الرواتب، تعطّلت الصفقات، وبدأ البحث عن "الجلابي التالي".
وهكذا، نُعيد إنتاج الفوضى ذاتها كل موسم، وكأنه قدر محتوم لا مفر منه.
قد يقول قائل:
المقارنة مع إسبانيا مجحفة، فهم أندية بثقل مالي ومصادر دخل متعددة.
لكن أسأل:
ما الذي يمنع أندية بحجم المريخ والهلال، وبجماهيريتهما الطاغية، من الحصول على مصادر دخل متنوعة ومفتوحة؟
السبب – ببساطة – هو حكم الرجل الواحد، و"مجموعة الأنعام" التي تمسك بملفات التسويق وغيرها، ولا تملك القرار ولا الجرأة حتى على تقديم فكرة.
نحن فعلاً بحاجة إلى نظام وقانون يمنع الأندية من أن تُدار وتُموّل بشخص واحد.
الحل أن تبحث الأندية عمّن يُدير أفضل، لا من يدفع أكثر.
صدقوني، استمرار هذا النموذج الذي يُكرّس لتضارب المصالح هو لعنة حقيقية، ستظل حاجزًا بين الأندية والتطوّر والحداثة وتحقيق الإنجازات.
قف:
بل هم أضل سبيلاً..!
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
تسامحوا

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع