حسن بشير
الحراك الجاري حالياً لحسم غموض الموقف الإداري في نادي المريخ يُعد أمراً طبيعياً، في ظل الأزمات المتلاحقة التي عاشها النادي طوال السنوات الأخيرة. فبالرغم من وجود المجلس السابق، لم تنتهِ مشاكل النادي، وظلّت الأزمات الإدارية والمالية تراوح مكانها دون حلول جذرية.
المجلس السابق، وبدلاً من أن يُسهِم في استقرار النادي ودفعه إلى الأمام، كان سبباً في تكريس الخلافات، حيث سيطرت أخبار الصراعات على المشهد، وطغت على أي إنجازات تُذكَر.
إن الاستفادة من تجارب الماضي هي الخطوة الأولى نحو تشكيل مشهد إداري جديد يقود المريخ إلى بر الأمان، في حين أن العودة إلى الأسماء السابقة لن تزيد الواقع إلا سوءاً، ولن تُسهِم في حل الخلافات المستمرة. ولا يختلف اثنان على أن الوفاق أمر مطلوب، لكن الأساليب التقليدية في حل المشاكل الإدارية بالمريخ كثيراً ما كانت سبباً في إفشال أي تحركات جادة نحو التوافق.
وفي ظل هذا الواقع، فإن الفريق طارق عثمان الطاهر، المدير العام للنادي، مُطالَب اليوم بالعمل على تصحيح الأوضاع في العديد من الجوانب التنفيذية التي عانى منها المريخ طوال فترة المجلس السابق. ورغم ما تردّد عن عملية تسليم وتسلم جرت بين الرئيس السابق ومدير النادي، إلا أننا لم نسمع أي توضيحات رسمية بشأن الموقف الإداري والمالي للنادي، الذي لا يزال يكتنفه الغموض الكامل.
إن غياب الشفافية في كشف حقيقة الوضع المالي ومستقبل النادي يظل من أبرز المشاكل التي عانى منها المريخ عبر مختلف الإدارات السابقة، وهو ما أسهم في تفاقم الأزمات الإدارية والمالية على مر السنين. ولا شك أن هذه الأزمات تُعَد نتيجة طبيعية لغياب النهج الإداري الواضح، وعدم إدارة الأزمات بأسلوب احترافي يضمن استقرار النادي واستدامة نجاحاته.
ومن هنا، لا أرى أن تعيين لجنة تسيير سيكون قراراً سهلاً أو سريعاً، وبالتالي فإن التعجيل بتمرير لجنة لمجرد سد الفراغ الحالي لن يكون حلاً ناجعاً، بل قد يُفاقم الأزمة.
وأود هنا أن أهنئ الأخ العزيز هشام عز الدين على تعيينه مديراً للإعلام بالنادي، فهو يملك رؤية واضحة لتطوير الإعلام الرسمي للمريخ، ويدرك حجم التحديات التي تواجهه، وأثق بقدرته على إحداث اختراق إيجابي في هذا المجال.
كما أرى أنه من الضروري أن يبتعد الفريق طارق عن إصدار قرارات تتعلق بمستقبل الفريق أو الشأن الفني، وترك هذه الملفات للجنة الجديدة التي سيتم تعيينها، وعلى رأسها ملف التعاقد مع المدرب الأجنبي واللاعبين المحترفين، حيث إن التسرّع في هذه القرارات كلّف النادي كثيراً في تجارب سابقة.
0 التعليقات