رأي صريح – ياسر قاسم
المريخ على حافة المجهول
النادي الذي طالما كان عنوانًا للاستقرار النسبي وسط العواصف، يقف الآن على حافة المجهول، مكشوف الظهر بلا إدارة شرعية، ولا جهة قادرة على الإمساك بزمام الأمور.
في مشهد غير مسبوق، استقال مجلس الإدارة بكامله، تاركًا مقعد القيادة لمدير عام النادي؛ ذلك الموظف الذي اختاره المجلس نفسه قبل أن يغادر.
هذا الوضع الشاذ لم يمر على المريخ من قبل، لكنه نتاج طبيعي لبلد يعيش حالة استثنائية، حيث غابت الجهات الحكومية التي كانت تتدخل لحل مثل هذه الأزمات، من مفوضيات ولائية ووزراء اختصاص.
الأمر لم يتوقف عند الفراغ الإداري، بل زاده تعقيدًا تضارب الصلاحيات بين لجنة الحوكمة، التي يقودها مسؤول سابق عاد إلى المشهد بعد غياب، وبين مدير عام النادي.
والأغرب أن مراكز القرار مشتتة؛ رئيس لجنة الحوكمة في بورتسودان، والمدير العام في القاهرة، بينما النادي نفسه يترنح بلا منقذ.
الحقيقة التي لا تحتمل المجاملة: المريخ يحتاج الآن إلى تدخل عاجل، والحل في تقديري واضح وبسيط:
تعيين مجلس تسيير من جهة مختصة، حتى لو كان الاتحاد السوداني لكرة القدم، شريطة تسليم النادي مستحقاته المالية المودعة في حساب رئيس الاتحاد، والتي تفوق 300 ألف دولار.
هذا المبلغ قد يمنح اللجنة الجديدة فرصة لالتقاط أنفاس النادي، خاصة مع اقتراب فترة التسجيلات.
أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن المريخ سيعيش أيامًا أصعب، وسيظل جمهوره يراقب المشهد بحسرة، وهو يرى كيانًا بحجم المريخ ينزلق نحو أزمة قد تكون الأخطر في تاريخه.
0 التعليقات