في الصميم
حسن أحمد حسن
اللَّقيط هو الطفل مجهول النسب الذي يُعثر عليه متروكًا، وله أحكام خاصة تتعلق برعايته ونسبه ونفقته.
في الآونة الأخيرة، ظهرت كثير من المتغيرات الأخلاقية والاجتماعية، وبدأت تتزايد ظاهرة الأطفال مجهولي النسب، أو ما يُسمى بـ"اللقيط"، خاصةً بسبب النزوح الناتج عن الحرب، أو حالات الاغتصاب، أو تفكك بعض الأسر واختفائها، أو نتيجة لعلاقات غير شرعية أو غير معلنة، أو غير مثبتة بالطرق الرسمية.
وفي حين يُستقبل الطفل المولود في الأحوال العادية بفرحة، وتُضاء له الشموع، ويُحاط بالرعاية في حضن أمه وكنف أبيه، ويكبر في جو من الحب والقبول، ويشعر بالانتماء لأسرته وعائلته ويفخر بذلك الانتماء، وتتحدد بهويته، نجد على الجانب الآخر أن الطفل مجهول النسب يُستقبل بوجوم وحزن، وأحيانًا بالرفض.
وحين يكبر، يكتشف أنه بلا هوية، وبلا انتماء.
وفيما يلي نتتبع الآثار النفسية التي تقع على هذا المولود:
حين تدرك الفتاة أنها حامل من علاقة غير شرعية أو علاقة سرية، ينتابها القلق على مصير هذا الحمل، وتكون هناك محاولات للتخلص منه هربًا من مشاكله وتبعاته الأسرية أو المستقبلية (وصمة العار).
ومن المعروف علميًا أن مشاعر القلق أو الخوف أو الغضب أو أي مشاعر سلبية أخرى تنتقل إلى الجنين عبر رسائل كيميائية تنتشر في دم الأم، ومن هنا نتوقّع زيادة احتمالات القلق والتوتر لدى الطفل الذي نشأ جنينًا لأم قلقة مضطربة.
كما أن مشاعر الرفض للجنين تنتقل إليه بشكل يؤثر في صفاته بعد الولادة، فيأتي إلى الحياة ولديه مشاعر غضب زائدة عن أقرانه.
إضافة إلى أن الجنين يتأذى كثيرًا – عضويًا ونفسيًا – بمحاولات الإجهاض التي تُجرى للتخلص منه، وتترك هذه المحاولات آثارًا غائرة قد لا يمحوها الزمن.
حيث يُستقبل هذا المولود استقبالًا فاترًا، وربما تُجرى محاولات للتخلص منه بالقتل أو بإلقائه على قارعة الطريق. وحتى إذا لم يحدث هذا، فإن البنت (وأسرتها) تشعر بأنها في ورطة بوجود هذا الطفل مجهول الأب أمام الناس.
وهذا ينعكس في صورة إهمال للطفل ومشاعر سلبية تجاهه، قد تكون ظاهرة أو خفية، لكنها في النهاية تصل إليه وتؤذيه، ويشعر معها – بطرق مختلفة – بأنه غير مرغوب فيه.
ومن هنا تنشأ لديه مشاعر عدائية تجاه الآخرين الذين يرفضونه أو يهملونه أو ينوون التخلص منه، وإذا مرض لا يُعالج.
(للحديث بقية)
0 التعليقات