وهج الحروف
ياسر عائس
في مباراة الهلال والوادي نيالا، تقدَّم الهلال بهدف مبكر عن طريق المهاجم ياسر مزمل، وبعدها بدقائق لاحت له فرصة ذهبية لحسم المواجهة، وإخماد ثورة الوادي، وإنهاء اللقاء بتحويل النقاط لبنك الأزرق.
راوغ الكاسر دفاع وحارس الوادي، وواجه المرمى الخالي، لكنه قرر تمرير الكرة لزميله الغربال لزيادة غلته من الأهداف. فضاعت الفرصة!
لم يكن التوقيت مناسبًا ولا المكان، فالمجاملة والإيثار وإظهار التعاون تأتي بعد الحسم وفي خواتيم المباريات، بعد تأمين النتيجة.
تقدَّم الوادي، قبل أن يعادل الهلال، وانتهت المباراة بثلاثة أهداف لكل فريق. وبدلًا من الإشادة والتقريظ، حصد مزمل غضب الجماهير، وشيّعته اللعنات، واشترى لنفسه الاستهجان، ونال ما يستحق من تعنيف المدرب ونقد الصحافة.
تسبّب ذلك التعادل في تضييق فرص الهلال، ودخل المريخ لقاء الحسم بفرصتي الفوز أو التعادل.
الفرصة الضائعة من مزمل، التي اعتُبرت استهتارًا غير محمود، تحوّلت إلى ثورة غضب في صدور فرسان الهلال، فصاغها المعلم بخيت كبرنامج عمل لحسم النخبة. كانت كالممحاة لمسح الصورة الباهتة، ونقطة انطلاق قوية، نهض بها الفريق من كبوته، فصَبّ جام غضبه في شباك المريخ برباعية من نار، تسببت في اشتعال الحرائق، وظهور اللهب الأصفر في البيت الأحمر.
رباعية لم تخطر ببال أحد من أنصار الفريقين. حتى أكثر الأهلة تفاؤلًا، لم يتوقّعوا أن تهتز شباك المريخ بهذا العدد الكبير من الأهداف.
الهلال، نعم، كسب مريخ الأبيض بخماسية، لكنه فاز بشق الأنفس على الزمالة والميرغني، وتعثر بالتعادل أمام الوادي وأهلي مدني، وخسر من الأمل.
حظ المريخ العاثر أوقعه أمام ليوث كواسر، جائعة للفوز، هائجة بالغضب، مشتعلة الصدور على نزف النقاط.
مزمل – من دون أن يقصد – ألحق بالمريخ أذىً كبيرًا. هزيمة تاريخية، أطاحت بالجهاز الفني، وأربكت الحسابات، وتسببت في الفراغ الإداري وهروب الفريق من نهائي الكأس.
لو أحرز مزمل تلك الفرصة، لربما دخل لاعبو الهلال لقاء القمة بزهو الطواويس، وربما خسروا اللقب.
لكن اللافت أن مزمل، الذي كان سببًا في هذه الكارثة للمريخ، لم يشارك في لقاء القمة بسبب الإصابة!
رب ضارة نافعة.
0 التعليقات