عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

لكاردينال... العودة لقيادة الهلال رغبة أم قرار؟

الصورة
بلا ميعاد
عوض أحمد عمر
الكاردينال... العودة لقيادة الهلال رغبة أم قرار؟ ولماذا الالتباس في اختيار التوقيت المناسب؟
• أثار الخبر الذي نشره موقع "FOOT ALL" عن قرار الأستاذ أشرف سيد أحمد الكاردينال العودة إلى قيادة نادي الهلال، جدلاً واسعًا وردود فعل متباينة، بين من استوقفهم توقيت الإعلان، ومن استغربوا استخدام مفردة "قرر" بما تحمله من دلالات الحسم والانفراد بالقرار.
• فالحديث عن "قرار" بالعودة إلى رئاسة الهلال يتجاوز إطار الرغبة الشخصية إلى مساحة تتعلق بحق جماهيري أصيل.
نعم، للكاردينال الحق في أن يبدي رغبته، وأن يعلن محبته للهلال واستعداده لخدمته، لكن القول إنه "قرر العودة" هو تجاوز غير دقيق، لأن القرار في جوهره ملك لجماهير الهلال، ولمنظومة النادي التي تختار وتفوض عبر مؤسساتها.
• لا يختلف اثنان على أن الكاردينال قدّم إسهامات ملموسة في فترة رئاسته السابقة، ونجح في عبور الهلال خلال مرحلة صعبة، وحقق إنجازات مشهودة، أبرزها التحديث الكبير الذي شهده استاد الهلال "الجوهرة الزرقاء"، إضافة إلى جهود مقدرة على صعيد فريق الكرة.
• لكن، كما هو حال كل قيادة، لم تخلُ تجربته من إخفاقات، منها ما يُفهم في سياق التحديات، ومنها ما أثار جدلاً وانتقادات مستحقة.
• اليوم، يعود الكاردينال إلى الواجهة، ويُطرح اسمه مجددًا في وقت يشهد الهلال استقرارًا إداريًا ونجاحات لافتة.
• فالمجلس الحالي، بقيادة الأستاذ هشام السوباط ونائبه المهندس محمد إبراهيم العليقي، يُعدّ من أنجح المجالس التي تعاقبت على الهلال في السنوات الأخيرة، وقد رسّخ سيادة النادي محليًا، وأعاد له بريقه القاري، فبات منافسًا شرسًا في المحافل الأفريقية، وذو كلمة وحضور بين كبار القارة.
• في ظل هذه المعطيات، فإن توقيت تحرك الكاردينال – سواء بدافع الرغبة أو "القرار" – يبدو غير موفق.
فبدلاً من إعلان نية العودة، كان الأجدر، والأجدى، أن يُسهم الرجل بما يليق بمكانته وقدرته المالية وحبه المُعلن للهلال.
• كان بإمكانه، مثلاً، أن يُعلن تكفله بتقديم دعم سخي للمجلس الحالي، مساهمة في ملف التسجيلات، أو أن يتبنى مشروع إعادة تأهيل الجوهرة، التي تعرضت لتدمير واسع جراء اعتداءات مليشيا دقلو.
• مثل هذه الخطوات كانت ستُقابل بتقدير كبير من جماهير الهلال، وستؤكد أن القادة الحقيقيين لا ينافسون في الأوقات الزاهية، بل يسندون ويشاركون بالعطاء في مسيرة البناء وتعزيز الاستقرار.
• إنّ وضع الهلال في مقدمة أولويات رموزه وكباره أمر محمود، ويستحق الإشادة، لكن هذا الاهتمام يجب أن يُترجم إلى دعم ومساندة للمجلس الذي يحمل اليوم عبء القيادة، في وقت يستحق فيه التقدير لا التنافس، والمساندة لا الإرباك.
▪️آخر الكلم▪️
• لقد غادر الكاردينال الهلال في توقيت كان حرجًا للنادي، وعاد ليطرح نفسه في توقيت هو من أفضل فترات الهلال استقرارًا إداريًا، فضلًا عن التميز والحضور اللافت لفريق الكرة.
وهذه المفارقة تدفعنا للتساؤل الجاد: هل ما نشهده اليوم هو تعبير عن رغبة صادقة في خدمة الكيان، أم قرار شخصي لا يراعي معطيات الواقع؟
• الرد ليس مهمًا بقدر ما هو مهم أن ندرك أن الهلال، اليوم، ليس بحاجة إلى صراع مواقع، بل إلى تكامل أدوار... وأن المجد لا يُصنع بالعودة إلى الواجهة، بل بالبقاء في الصفوف المساندة حين يكون الكيان في أزهى فتراته ومسيرته نحو الأحسن في تصاعد مستمر.
Omeraz1@hotmail.com
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع