عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

محطات في عوالم أبو آمنة حامد

الصورة

حسن أبو زينب عمر
عاش الشاعر أبو آمنة حامد حاملًا مظهرًا فوضويًا وجسدًا أرهقه الترحال في دنيا عاشها فقيرًا، وغادرها فقيرًا، موشّحًا بسخريته، حتى مع أسرته؛ فقد قال إنه قرر تغيير أغنية (وشوشني العبير) عن زوجته إلى (وشوشني العوير)!
لم يداهن حاكمًا، فحتى كتابه عن ناصر كان نابعًا من حب صادق، إذ يقول:
والتقت نهضتنا بالعرب حين صافحنا جمال العرب.
يقول أبو آمنة إن ناصر سأله: لماذا أطلقت على ابنك اسم جمال عبد الناصر حسين خليل أبو آمنة حامد؟
فرد قائلًا: (والله يا ريس لو كنت أعرف اسم جدّك الخامس لكتبته!)
فضحك ناصر.
(2)
محطاته مع الإنقاذ تدعو للضحك؛ فقد عثر عليه الزبير محمد صالح متجولًا في الشارع رغم قانون الطوارئ، فطلب منه الركوب معه. فأجابه قائلًا: (أمامك ثلاثة خيارات: إما إيصالي إلى بيتي، أو تتركني، أو تقتلني بطلقة!)
فضحك الزبير، وأوصله إلى بيته.
وطارت شائعات بوفاته، فذهب المحامي سبدرات إلى بحري للعزاء، واشترى جوال سكر ومبلغًا للأسرة، ولكنه لم يجد سرادق عزاء، بل وجد أبا آمنة بشحمه ولحمه يقول له: (أنا لا زلت حيًا أرزق، وعلى بالطلاق الجبتو ما بترجعو بيهو!)
(3)
أما حكايته مع وزارة الخارجية، فلم يكن يعلم أن العمل يشترط القيافة والأناقة.
أطرفها كانت عند كوبري النيل الأزرق، أثناء توجهه للعمل جالسًا مع الركاب، فغطى وجهه بصحيفة حتى لا يراه وزير الخارجية منصور خالد، الذي كانت سيارته خلفهم، ونجا.
لكنه واجه حرجًا آخر؛ فقد شاهده الوزير يحتسي الجبنة من ست شاي، فسأله: لماذا لا ترتدي "البدل"؟
فتعلل بأنه لا يملك المال، فصدّق له الوزير بثلاثة "لبسات"، لكنه غادر بعدها لعدم وفائه بـ"أناقة الخارجية".
(4)
أمتع أبو آمنة المستمع بثنائيات عذبة مع الجابري:
الرهيف قلبه بيعيش في شكه أكثر من يقينه
ما نسيناك ما جفيناك
جاي تعمل إيه معانا بعد ما ودّعتنا
ومع سيد خليفة (جاري وأنا جارو)، ومع ابن البادية (سال من شعرها الذهب)، ومع محمد الأمين (رجّع البلد).
لكنه تجلّى مع وردي في قصيدة حلق فيها بحواء السودانية فوق السحاب (بنحب من بلدنا)؛ فقد تاه بين خصلات الهدندوية وسماحة بنات جعَل، لكنه ظهر فجأة في الجزيرة يقول:
(يا ناس أرحموني... أنا قلبي في رفاعة!)
(5)
عمل في صحيفة خليجية يترأس تحريرها أحد زملائه، لكنه مكث شهرين فقط.
حاول الزميل إثنائه، فقال له: (يا أخي أنا مالي ومال شخبوط وطحنون!)
فوافق بشرط التوجه إلى إثيوبيا وإجراء حوار مع الرئيس منقستو، وأعطاه عشرة آلاف دولار.
لكن أبا آمنة رجع إلى الخرطوم، وأضاع سبقًا صحفيًا برسالة قال فيها:
(والله دولاراتك وقعت لي على جرح... ذبحت وسهرت مع الشلة والطرب حتى الصباح!)
فكتب رئيس التحرير:
إن أبا آمنة لا يمكن أن يكون إلا أبا آمنة.
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
"من غير ميعاد"

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع