حسن بشير
لا أدري لماذا تفاجأ البعض بالطريقة التي أُعلن بها عن توريد مبالغ المساهمات المالية للمريخ في حساب شخصي يعود للمدير المالي للنادي!
لقد تحدثنا مرارًا وتكرارًا، طوال فترة الرئيس السابق عمر النمير ومجلسه،عن أن واحدة من أكبر الإشكاليات التي يمر بها النادي هي غموض الملف المالي وانعدام الشفافية؛ إذ لا أحد يعرف حجم المصروفات أو الإيرادات، ولغة الأرقام كانت غائبة تمامًا.
وما إن استقال النمير، حتى انكشف غطاء الفوضى سريعًا، بإعلان رسمي من حسابات النادي يدعو للدعم والمساهمة عبر توريد المبالغ إلى حساب شخصي، وليس إلى حساب النادي!
قد تكون لدى الفريق طارق عثمان الطاهر، مدير النادي، والمسؤولين الحاليين مبررات يرونها موضوعية، لكن الواقع يقول شيئًا آخر. والجدير بالذكر أن هذا الأمر ليس جديدًا؛ فقد سبق أن تم توريد مبالغ مالية لصفقات لاعبين في حسابات شخصية لا علاقة لها بالنادي.
إن ما يحدث اليوم يعيد فتح ملف الغموض المالي على مصراعيه، وهو الملف الذي كان وما زال أحد أبرز أسباب تراجع المريخ، خاصة مع كثرة المجالس المتعاقبة واللجان المعيّنة التي زادت من حجم الإرباك.
طريقة الصرف المالي في المريخ خاطئة تمامًا، وكان الأجدر بالمدير المالي أن يبادر بالتصحيح، حتى وإن كان موظفًا ينفذ التوجيهات، لأن الواقع الحالي يتطلب وقفة جادة وإصلاحًا عاجلًا قبل فوات الأوان.
كنا نتمنى أن تتضمن إجراءات التسليم والتسلُّم، التي جرت بين الرئيس السابق ومدير النادي، توضيحات واضحة حول حجم المبالغ المقبوضة والمصروفات، وأن يتم الحديث بكل شفافية عن الوضع المالي للنادي، بما في ذلك الالتزامات المترتبة عليه واحتياجاته الفعلية.
ولا شك أن الفريق طارق عثمان الطاهر، بحكم منصبه الحالي كمدير للنادي، وخبراته الكبيرة، وحنكته في مثل هذه الملفات، هو الأقدر على تقديم هذا التوضيح للرأي العام ولجماهير المريخ. فالوضوح المالي ليس ترفًا، بل هو حق أصيل لجماهير النادي، وأحد أهم مقومات الإصلاح ومنطلقات استعادة الثقة المفقودة.
الوضع في المريخ يحتاج إلى تأنٍّ في الاختيارات والقرارات؛ فالنادي دفع ثمن القرارات المتسرعة كثيرًا، وسيكون جُرمًا كبيرًا إذا جرى التعامل مع الواقع الحالي بمنهج الترضيات والمجاملات، أو اختيار شخصيات بلا تجارب أو خبرات، أو على النقيض، تكرار الوجوه ذاتها لتتكرر معها الخيبات والنكسات
0 التعليقات