اللواء عمر علي حسن يستدعي ملامح الحقبة الذهبية للهلال ويكشف لـ "آكشن سبورت" خفايا تُروى لأول مرة(الجزء الثاني)
الفوز بلقب "الأميرة السمراء" لم يكن ضمن أولوياتنا
كنّا نرى الهلال أكبر من بطولات "الكاف"..
لقب "رئيس الرؤساء" أطلقه الطيب عبد الله.. وتفاجأت بانتشاره بعد عودتي من الغربة
احترمنا كل من جلس على كرسي القيادة.. وعلى المجلس الحالي أن يتحمّل أحلام الجماهير
الهلال كيان صاغه النبلاء.. ومشروع وطني يتجاوز حدود الملاعب
حوار : دكتور كرار التهامي
في الجزء الثاني من حواره مع آكشن سبورت، يستدعي اللواء عمر علي حسن، رئيس الهلال الأسبق، ملامح حقبة ذهبية عاشها النادي، كان فيها الهلال أكثر من مجرد فريق كرة، بل مشروعاً قومياً جمع حوله صفوة المجتمع وصفاته. وبعين المؤرخ، يُفسّر لماذا لم يكن التتويج القاري أولوية رغم السطوة المحلية والنجوم اللامعة، موضحاً أن الهلال حينها كان منشغلاً بأدوار حضارية وثقافية أوسع من مجرد بطولة.
يروي اللواء قصة لقبه "رئيس الرؤساء" الذي أطلقه عليه الطيب عبد الله، ويقدّم رؤى ناضجة في نقده للمشهد الرياضي، ويطالب المجلس الحالي بالصبر على جماهيره المتنوعة الأحلام. كما يوجّه نصيحة صادقة للاعبين بأن لا يكتفوا بالجوانب المادية، بل أن ينتموا للهلال وجداناً وقيمة.
حوار عميق، يجمع بين الحنين والعقلانية، ويُبرز ملامح جيلٍ صنع من الهلال كياناً فريداً في الوجدان السوداني، وترك أثراً يتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
• في عهدكم كان الهلال فريقاً يزخر بالأسماء الكبيرة والإدارة المستقرة.. لكن اللقب القاري ظل عصيّاً.. كيف تفسّر ذلك؟
لو رصدتُ لك قادة الهلال وعضويته وسدنته، بل ونسائه وبناته، لظننتَ أنني أرصد تاريخ عظماء السودان. لم يكن الهلال نادياً فحسب، بل كان مشروعاً وطنياً جمع من كل صوبٍ ونُحلة، وتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، ووحّدهم على راية وقيم واحدة.
كان مؤسسو الهلال من بيوت أمدرمان الكبيرة، فصنعوا لنا هيكلاً سامقاً من الأخلاق والطموح، بعيداً عن السفاسف. عشنا زمن مؤسسين كبار، مثل العم حمدنا الله أحمد والعم بابكر القبّاني، الذين درّبونا على إدارة النادي بروح الهلال وتقاليده.
وفي ظل هذا التركيز على الرسالة المجتمعية والثقافية، لم يكن التنافس القاري في دائرة الأولويات، خاصة في بدايات الاتحاد الإفريقي. كنّا نراه نشاطاً تكميلياً لا يُعادل قيمتنا.
أتذكّر أنني عندما فزت بكأس السودان في رئاستي، عرضته مقلوباً في النادي وقلت إن المشاركة الإفريقية ستُخرّب الميزانية، ولم أكن راغباً فيها لولا إلحاح حسن عبد القادر رئيس الاتحاد العام. ومع ذلك، حققنا المركز الرابع.
• هل ترى أن الهلال بوضعه الحالي قادر على إحراز لقب دوري الأبطال؟
الفرص في هذه البطولة غير متكافئة، ولا أحد يستطيع الجزم بقدرة فريق على التتويج. كرة القدم لها مقومات؛ إذا توافرت نلنا المجد، وإن لم تتوفر ضاع الحلم. انظر لإنجلترا مثلاً: غابت 64 عاماً عن لقب كأس العالم رغم أنها مهد اللعبة.
• ما قصة لقب "رئيس الرؤساء"؟ ومن أطلقه عليك؟
في الهلال، درجنا على احترام الرؤساء السابقين، وإذا حضر أحدهم لاجتماع المجلس، يُفسَح له مقعد الرئيس. كنت أحضر للنادي كثيراً بعد غربتي، وأظن أنني كنت أقدم الرؤساء الأحياء وقتها، وذات مناسبة ناداني الراحل الطيب عبد الله بـ"رئيس الرؤساء"، فخاطبته بـ"زعيم الأمة"، ومن يومها لصق بي هذا اللقب.
وقبلي لم يكن يُطلق هذا اللقب إلا على الراحل بابكر القبّاني له الرحمة والمغفرة.
• ما نصيحتك للمجلس الحالي؟
أن يطيلوا بالهم علينا قليلاً.. نحن نأتيهم بأحلامنا، وكلٌّ يرى حلمه أولى بالتحقيق. لا نُسيء إليهم عن سوء نية، بل هكذا خلقنا نُعبّر ونقول ما نشعر به، ونحسب أن هذا هو حقّنا الديمقراطي.
• ونصيحتك للاعبي الهلال؟
أوصيهم بالانتماء الصادق لهذا الكيان، لا أن يكتفوا فقط بالمكافآت والأجور. الانتماء يعطيهم شخصية قوية، ويُكسبهم محبة الجماهير، ويصنع منهم نجوماً يتحدث عنهم الناس ويشجعونهم بلا كلل.
• كيف كانت علاقتكم بالقيادات السابقة؟
كنّا جميعاً أصدقاء، علاقاتنا تمتد إلى أسرنا وحيّاتنا. تواصلنا سابقاً ولاحقاً، ونتذكر من رحلوا بوفاء نادر. أما علاقتنا بالاتحادات، فكانت قائمة على الاحترام، ولم تحدث قطيعة.
أذكر أن عبد الله رابح، حين أصبح سكرتيراً لاتحاد الخرطوم، أقسم أن الهلال إذا جاء ظالماً، فسينال العقاب دون رأفة.
0 التعليقات