كي بورد
الطيب علي فرح
خرج ولم يعُد.. أوصافه كالتالي..!
ما يحدث حاليًا في فريق المريخ من أمور لا تسر جماهيره الكبيرة، ليس سوى نتيجة طبيعية لموروث من الفوضى التي بدأت منذ سنوات، وكأن لعنة قد حلّت بالنادي العريق..!
الأزمة الحالية لم تُصنعها الحرب، بل نزعت الحرب عنها ورقة التوت، كما نزعتها عن كثير من الأشياء والناس، فبانت الحقيقة بسُفور..!
كل مجالس الإدارة التي جاءت مؤخرًا لم تكن سوى حلقة في سلسلة الفوضى الإدارية المتوارثة.
المعلِّم سوداكال تولّى رئاسة هذا النادي العظيم من المحاكم والسجون، فسمعنا قصصًا يشيب لها الولدان..! ثم جاء حازم مصطفى، فكانت فوضى العقودات، وتسجيلات الاجتماعات التي يتم تبادلها عبر “الواتساب”، وكان اللاعب يسمع بقيمة عقده من السوشيال ميديا دون أن يملك أي سند قانوني يضمن مستحقاته.. هذا غير كثير من الحكاوي والبلاوي..!
ثم تولّى أيمن مبارك "أب جيبين" المهمة، فخرجت الأزمات من جيوب عديدة وجديدة وغريقة..! نذكر حينما منح أيمن "أب جيبين" اللاعب أحمد حامد التش إذن سفر لحضور فعالية خارجية، رغم رفض المدرب ريكاردو، فكانت هذه رسالة واضحة، قديمة متجددة، مفادها أن القرار الفني ليس بيد المختص الفني، بل في يد المختص "الجيبي"..!
من سخرية القدر أن استند التش لاحقًا إلى هذه الفوضى لتبرير خروجه من النادي الذي صنع نجوميته، واحتمل إصاباته المتكررة، وقدّم له جمهور المريخ كل الدعم الممكن في أسوأ حالاته البدنية والنفسية.
ثم جاءت الحرب، وجاء النمير..!! وهنا انعدمت المؤسسة تمامًا، حينما وصلت الأمور إلى إدارة لا تمتلك الخبرة ولا أدوات السيطرة.. يرحل اللاعبون دون إذن، حتى فقد الفريق معظم نجومه.. وفي الملعب ينفّذون ركلات جزاء (كدا رجالة حسنة) حتى قال شوقي غريب إن هذا والله أمر غريب..!! وهو لا يعلم أنهم فقط يعكسون ما يحدث داخل بيئة إدارية متخبطة غير مستقرة..!
ما يحدث في المريخ هو نتاج لغياب الضبط والقانون. أخبرتنا هذه الحرب أنه، وحينما يغيب القانون، يصنع الإنسان قانونه الخاص: قانون الفوضى.. والتمرد.. والأسود والنمور..!
المريخ الآن لا يحتاج مدربًا جديدًا، أو صفقة إفريقية مدوية، بل يحتاج لبداية جديدة ونظام إداري مؤسسي: رواتب منتظمة، عقود قانونية، وقرارات انضباط واضحة. وإن لم يحدث ذلك، فلن ينتهي هذا العبث، وسيظل المريخ تائهًا في دوامة الفوضى والتراجع الفني، مهما تغيّر اللاعبون وتغيّرت الأجهزة الفنية..!
قف:
القِرش ما بزيل بَلَمْ..!
نقلا عن آكشن سبورت
0 التعليقات