وهج الحروف
ياسر عائس
امتنع الدكتور كمال شداد في وقتٍ سابق عن التدخل في شؤون المريخ عقب الحملة الشرسة على مجلس سوداكال، ورفض، بصرامة، الضغوط الحمراء. وقد اتُّهم حينها بالانحياز للهلال بعد استقالة الكاردينال ومسارعته لتعيين لجنة السوباط، ورفضه معاملة المريخ بالمستوى ذاته... لكن كانت رؤية شداد أعمق وأشمل؛ إذ نظر بعيني "زرقاء اليمامة" وأدرك أن التعقيدات القانونية في المريخ ستتسع دائرتها وتنسف الاستقرار الذي نعم به النادي طوال سنوات الرئيس جمال الوالي.
تمسّك الدكتور شداد بموقفه، ورفض توسلات ورجاءات قريبه الراحل محمد جعفر قريش، رغم ما كان يجمع بينهما من صلات وثقة واحترام... وقد كان شداد يعتزم الدفع به نائبًا له في الاتحاد، وتقديمه لإدارة كرة القدم في السودان.
قطع أهل المريخ الطريق أمام رئاسة سوداكال، التي كنا نراها شرعية قانونية مكتملة الأركان، لأنها استوفت كل المطلوبات الانتخابية المعروفة، عبر جمعية عمومية صحيحة. فعندما كانت مجموعة سوداكال تستعد للانتخابات من خلال الترتيب والتنظيم وحشد العضوية، وهو أمر مشروع، كان رهان بقية المريخاب على السلطة وتدخلها في الوقت المناسب لإعادة تعيين الوالي من جديد وتبديد أحلام سوداكال ومجموعته.
نعتقد أن "لعنة سوداكال" هي التي أصابت الاستقرار الإداري في مقتل، وتسببت في كل هذه الفوضى التي عاشها النادي في السنوات الأخيرة، بسبب مكابرة أهل الحل والعقد وكبار النادي، ورفضهم الاعتراف بفوز سوداكال وتسليمه النادي، على أن تكون منافسته لاحقًا عبر صناديق الاقتراع، وليس بالالتفاف وتطويع القانون.
أقام المريخ جمعية صورية خارج أسوار النادي لتنصيب أبوجبين، في مخالفة صريحة لنظامه الأساسي، أنتجت مجلسًا تبعته مجالس أخرى خالفت القانون، لأنها سمحت لاحقًا بتسمية رئيسين من خارج القائمة الانتخابية الفائزة، هما الأستاذ محمد الشيخ مدني والمهندس عمر النمير. وكان قبول ود الشيخ بهذه الفكرة بضمانات من د. شداد، لإنقاذ المريخ من ورطة الفراغ الإداري، وكجزء من الحل... وقد ترأس كلاهما مجلسًا ضمّ أعضاء منتخبين.
ولا يصح إلا الصحيح... فبعد كل هذه السنوات، لا مفر من الإقرار بشرعية مجلس سوداكال، الذي حصل على حكم نهائي من محكمة التحكيم الرياضي (كاس)، يرفض الاتحاد تنفيذه، وربما يدفع السودان ثمنه تجميدًا.
في سياق البحث عن حل للأزمة المريخية، يجب استصحاب رأي الحكيم الدكتور كمال شداد، والجلوس مع آدم سوداكال.
الحل يبدأ من هنا.
0 التعليقات