عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

الهلال: صدى الإنجاز أصدق من صخب الشعارات

الصورة
بلا ميعاد
عوض أحمد عمر
▪️
• في زمن اعتاد فيه المشهد الرياضي على الظواهر الصوتية والضجيج أكثر من الفعل، وعلى الظهور أكثر من الأداء، جاء الأستاذ هشام السوباط إلى رئاسة نادي الهلال ليؤسس نهجًا مختلفًا.
• لم يقدم نفسه عبر الشعارات أو الاستعراض، ولم يمنّ بما فعل، ولم يسعَ إلى بناء مجدٍ شخصي مستغلًا اسم الهلال، بل اختار أن يمضي في صمت، واضعًا نصب عينيه أن يكون إضافة موجبة للنادي الأكبر جماهيرية وحضورًا في السودان.
• تسلّم السوباط المسؤولية في لحظة حرجة من تاريخ الهلال، لكنه فضّل العمل على الدعاية، والنتائج على الوعود.
• دخل إلى موقع القيادة من بوابة الالتزام والتجرد، مستندًا إلى رصيد من الثقة والتعقّل، فكان حضوره هادئًا، لكن أثره عميق.
• منذ الأيام الأولى، اتجه السوباط إلى الفعل لا القول، وإلى الإنجاز لا الادعاء.
• اختار أن يبني بهدوء، وأن ينجز بلا حبٍّ للظهور أو ضوضاء، وهي صفات قلّما اجتمعت في قيادة رياضية، وسط مشهد يميل إلى الاستعراض أكثر مما يميل إلى البناء وتحقيق النتائج.
• لم ينظر إلى اللحظة والكسب المؤقت، بل نظر إلى ما بعدها، فوضع مستقبل الهلال أمامه، وبدأ باستقطاب عناصر فاعلة كان على رأسهم المهندس محمد إبراهيم العليقي، الذي تقلّد منصب نائب الرئيس ضمن المجلس المنتخب، ثم تولى إلى جانب مهامه هذه رئاسة القطاع الرياضي، في لحظة كانت تتطلب قيادة طموحة، مؤمنة ومدركة لحساسية المرحلة.
• وقد أحسن العليقي إدارة هذا الملف الحيوي بقدر عالٍ من الكفاءة والالتزام، فانعكس أداؤه الإداري على
• نتائج الفريق داخل الملعب، وخلق حالة من الاستقرار الفني والتنظيمي لم يشهدها الهلال منذ سنوات.
• لم يكن ذلك نتيجة قرارات ارتجالية، بل نتاج عمل مؤسسي منظم، ورؤية واضحة.
• وفي مقدمة هذا الجهد، برز العليقي في إدارة ملف التسجيلات، حيث تحرك بثقة، واستقطب عناصر مؤثرة من اللاعبين المحليين والأجانب، شكّلوا إضافة حقيقية للفريق، لا مجرد تعاقدات والسلام.
• جاءت خياراته مدروسة، تنطلق من حاجة الفريق الفعلية، وتعزز مشروع "هلال الأمل".
• لقد نقل العليقي إدارة الكرة في الهلال من مرحلة الاجتهاد إلى مرحلة التخطيط، ومن ردود الأفعال إلى استباق المواقف، فكان عنصرًا حاسمًا في ترسيخ الاستقرار وتحقيق النتائج.
• واليوم، يتواصل ذات النهج بثبات، حيث جاءت الانتدابات الأخيرة متسقة مع الطموحات المتصاعدة، لتعيد تشكيل ملامح فريق قادر على التنافس القاري، لا الاكتفاء بالمشهد المحلي، ومؤهل لمنازلة الكبار، لا التجمل بالحضور.
• هذه التحركات، التي جاءت ثمرة لخطط مدروسة لا ردود أفعال متسرعة، صنعت طمأنينة حقيقية لدى جماهير الهلال، ورفعت سقف التطلعات على أسس واقعية، لا شعارات مستهلكة.
• فقد بات الهلال حاضرًا بثقله في سوق الانتقالات القارية، لاعبًا مؤثرًا لا تابعًا، وصاحب قرار لا رد فعل، فضلًا عن التفوق المحلي بلا منازع.
▪️ آخر الكلم ▪️
• لا يمكن الحديث عن هذا التحول الكبير في فريق الهلال دون الإشادة والإشارة إلى الخطوة التي مهّدت لهذا المسار، حين قرر الدكتور كمال شداد، رئيس اتحاد الكرة آنذاك، تشكيل لجنة تطبيع للهلال برئاسة الأستاذ هشام السوباط، وفقًا للوائح، في لحظة دقيقة من تاريخ النادي.
• وقد أحسن البروف شداد الاختيار، فقدم للهلال مجلسًا متزنًا، ضمّ نخبة من أبناء النادي الذين عملوا بروح جماعية ومسؤولية عالية.
• لقد وُضعت حينها لبنة صلبة لمشروع جديد، وها هو المجلس الحالي يبني عليها بعقلانية، ويحوّلها إلى مسار واضح المعالم، يستند إلى العمل المؤسسي لا الارتجال، وإلى التخطيط لا الفوضى.
• إنها مرحلة مختلفة في تاريخ الهلال؛ تقوم على المبدأ لا المزاج، وعلى الفكرة لا الشخص، وعلى الرؤية لا الشعارات.
• وما يزال الطريق مفتوحًا أمام مجلس الهلال، بقيادة السوباط ونائبه العليقي، ليصنعا مزيدًا من التحول في بنية النادي ومسيرته، ما دامت البوصلة ثابتة، والنية خالصة، والمنهج عقلانيًا كما بدأ.
Omeraz1@hotmail.com
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع