رأي رياضي
إبراهيم عوض
في وقت سابق، خرج المهندس محمد إبراهيم العليقي عبر صحيفة (آكشن سبورت) ليزف لجماهير الهلال بشريات الموسم الجديد، مطمئنًا القاعدة الزرقاء بشأن سير ملف الانتدابات الصيفية، ومؤكدًا أن الأمور تسير وفق رؤية واضحة وخطة مدروسة، نافياً وجود أي تعمّد للتكتم أو حجب المعلومات عن الإعلام.
وبرر العليقي حينها هذا الحذر الإعلامي بأنه وسيلة لتأمين الاتفاقات والاطمئنان على جاهزية اللاعبين بدنيًا وطبيًا، بعيدًا عن الضغوط والتسريبات، وهي خطوة قوبلت بارتياح بالغ من جماهير الهلال، التي رأت فيها بداية موفقة لصفقات نوعية تستهدف سد الثغرات وتجهيز الفريق للاستحقاقات القارية المقبلة.
لم يكن صمت العليقي عشوائيًا، بل جاء من منطلق احترام نفسي ومعنوي للاعبين الذين كانوا يخوضون مباريات مصيرية في الدوري الموريتاني، قبل أن يتوج الهلال بلقب النخبة.
احترام العليقي لجهود اللاعبين الذين تحملوا ضغط الموسم الطويل، وواصلوا القتال رغم الإصابات والإرهاق، يؤكد عمق نظرته ووعيه الإداري. وقد أثمرت تلك التضحيات عن إضافة كأسين جديدين لخزانة الأزرق، ما دفع الجماهير للإشادة بالمجلس، والاحتفاء بفريقهم الذي بات يُلقب عن جدارة بـ"سيد الكاسات الثلاثة".
ما إن أسدل الستار على التزامات الهلال في الموسم المحلي، حتى بدأت مرحلة التنفيذ العملي للوعود، وكانت البداية بتوقيع اللاعب الوطني حسن إسماعيل، أحد أبرز نجوم النخبة، ثم توالت التعاقدات مع تايو، وبطرس، ولوزولو، مع ترقب الكشف عن مزيد من الأسماء في الأيام المقبلة.
كل ذلك يتم وفق خطة محكمة من القطاع الرياضي، استندت إلى تقارير اللجنة الفنية، التي كانت تتابع عن كثب أداء اللاعبين في مختلف الدوريات، وتُخضع الترشيحات لمعايير فنية صارمة، عبر آلية تعتمد على ترشيح ثلاثة لاعبين على الأقل لكل خانة، ثم المفاضلة بينهم حسب الأداء والكفاءة والتكلفة المالية.
بهذا الأداء المنظم والواعي، يمكن القول إن العليقي وفى بوعده، ونجح في تلبية تطلعات جماهير الهلال، مستندًا إلى دعم مالي وقانوني وفّرته الإدارة، ما يدل على انسجام المنظومة وسيرها في الطريق الصحيح.
ولا شك أن التحديات المقبلة ستكون أعظم، خاصة بعد إعلان الاتحاد السوداني انطلاقة الموسم الجديد بعد أقل من شهرين، ما يعني أن الفريق مطالب بأن يكون في قمة الجاهزية الفنية والبدنية والمعنوية، على أن تكون مباريات الدوري الممتاز بمثابة محطة إعداد مثالية للماراثون الأفريقي المنتظر.
تصريحات العليقي عبر (آكشن سبورت) لم تكن فقط صادقة، بل جسّدت أعلى درجات المصداقية، وعكست دور الصحافة الجادة التي تصنع الحدث وتحركه، لا تكتفي فقط برصده أو تغطيته.
0 التعليقات