بهدوء
علم الدين هاشم
لم يكن أكثر المتشائمين من جمهور المريخ يتوقّع أن تصل الأمور إلى هذا المنعطف الخطير، لكن الاستقالة الجماعية لمجلس إدارة النادي برئاسة عمر النمير وضعت النادي في قلب الفراغ الإداري في توقيت بالغ الحساسية.
فرغم الانتقادات الحادة التي وُجّهت إلى المجلس خلال الفترة الماضية، واتهامه بالفشل في إدارة شؤون النادي، إلا أن سقوطه بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت يمثّل صدمة لا تقلّ قسوة عن الهزائم المؤلمة التي تلقّاها الفريق مؤخرًا.
اللافت أن الأصوات التي طالما طالبت برحيل المجلس لم تكن تملك أي بديل جاهز أو خطة واضحة للخروج من الأزمة، ما يعني أن النادي دخل فعليًا نفقًا مظلمًا، لا يُعرف متى أو كيف يخرج منه.
فالفترة الحالية تتطلّب قيادة إدارية قوية وفعّالة، خاصةً أن المريخ مُقبل على فترة تسجيلات حرجة تحتاج إلى ترتيبات معقّدة تشمل التفاوض والتسجيل وتوفير الموارد المالية، وهي أمور يصعب تنفيذها في ظل غياب مجلس منتخب أو لجنة تطبيع قادرة على التحرّك السريع.
ولا شك أن ما حدث يؤكّد حجم التخبط الذي يعيشه النادي؛ فبدلًا من معالجة الأزمة بالحكمة والشجاعة، اختار المجلس المغادرة وترك السفينة وسط العاصفة، دون أي ضمانات حقيقية للمرحلة المقبلة.
أما الذين مارسوا الضغط لإسقاط المجلس، فقد اكتفوا بتحقيق الهدف دون النظر إلى النتائج أو تقديم الحلول، وكأن إسقاط النمير غاية في حدّ ذاته وليس وسيلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الآن، المريخ يقف على مفترق طرق حرج، ولا يملك ترف الوقت ولا رفاهية التجريب.
المطلوب هو تحرّك سريع ومسؤول من أبناء النادي، يعيد ترتيب البيت من الداخل، ويؤسس لمرحلة انتقالية بأقلّ خسائر ممكنة.
أما ترك النادي في مهبّ الريح، فسيجعل القادم أسوأ، وقد يُفقد المريخ مكانته على المستويين المحلي والقاري، ليس بسبب سوء النتائج فقط، بل لأن المؤسسة نفسها باتت بلا رأس ولا رؤية.
0 التعليقات