عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

الثابت والمُتغيّر في الهلال

الصورة
طق خاااص
خالد ماسا

الثابت في الهلال الآن هو أن تحقيق الفريق لبطولة النخبة الأخيرة، بسيناريو النتائج المُقلقة في البدايات، ثم الانتصار العريض على المريخ في الختام، قد خلق أجواءً احتفالية غمرت الشعب الهلالي، وعكسها الإعلام الهلالي بتغطيات وثّقت لتلك الأجواء.
ولم يشأ المجلس الأزرق أن تتوقف المظاهر الاحتفالية عند نقطة التتويج بكأس السودان، لتظل خيام الاحتفالات منصوبة، وأضواؤها مُسرجة بأخبار تعاقدات النادي مع عدد من المحترفين، واحدًا تلو الآخر، بتسويق وتقديم عالي المستوى لعمليات الرصد والتسجيل، وفلسفة الهلال في تدعيم الصفوف استعدادًا لسباق الموسم المقبل.
وقد ساعدت على ذلك الأجواء السائدة في نادي المريخ إداريًا وفنيًا، بعد خسارته لجميع المنافسات المحلية، وإن كان هذا، في مجمله، أمرًا لا يُسعد كل مهتم بتطور كرة القدم السودانية، إذ إن قوة الكرة السودانية نابعة من قوة الناديين.
وفي ظل هذا الصخب الاحتفالي المشروع في الهلال، يجب ألا يفوت علينا أن نُغيّر طريقتنا الثابتة في التعامل مع التسجيلات وتقييمها، وألا نكرر التجربة ذاتها كل عام، حين نرفع سقف طموحات الجمهور إلى حدود الفوز بالبطولة الإفريقية.
على مجلس الهلال أن يُخاطب الجمهور بقائمة الأهداف المرجوة من الترتيبات الفنية التي يقوم بها الآن، وأن يشرح "فلسفته" في الإحلال والإبدال؛ لأن أجواء الاحتفالات هذه تفرض مخاطبة العواطف ودغدغتها بالأحلام، لكن لا بد من خطاب عقلاني، قائم على الحقائق.
المتابع لا يفوته تكرار ذات المظاهر كل عام، والطريقة التي يُعرض بها "بضاعة التسجيلات" تبقى مكرّرة، وفي النهاية، لا تلعب هذه الأسماء مع الهلال عندما تدور عجلة المنافسات، ويجب أن نقاربها باستعدادات منافسي البطولة التي نشارك فيها، ونسأل السؤال الجوهري: لماذا تنتهي تجاربنا إلى ذات النقطة التي لم نتعدَّها منذ سنوات، بينما يحصد الآخرون ثمار جهدهم الفني والإداري كؤوسًا وبطولات؟
على الإداريين أن يعلموا أن أقوالهم وتصريحاتهم، التي يطلقونها الآن في ظل الأجواء الاحتفالية، ستكون في نهاية الموسم معيارًا لقياس أدائهم ومحاسبتهم، وكذلك الأقلام التي ترسم ما لا يكشفه الواقع للرأي العام بمصداقية وشفافية.
شهر ونصف الشهر تفصلنا عن بداية الموسم الجديد، وتتخلل هذه الفترة التزامات لغالبية اللاعبين الوطنيين مع المنتخب الوطني، ولعلنا نتفق أن هذه المدة ليست كافية لمدرب جديد سيتعرف على إمكانيات لاعبين لم يشاهدهم من قبل. فهل تكفي لتحقيق استراتيجيته المرسومة؟
الثابت والراجح في الجانب الفني الآن – ما لم تحدث مفاجآت – هو استمرار الكابتن خالد بخيت، وسيكون هو القطعة الوطنية في الطاقم الأجنبي. والخلاف هنا لا يدور حول أهليته من عدمها، بل في السؤال: هل سيتحقق الانسجام بين المكوّنين في هذه الفترة الزمنية القصيرة؟
الثابت في الهلال أيضًا أنه لا أحد يمكنه إنكار الجهد الإداري المبذول، بغض النظر عن مستوى التطلعات، فالتوفيق من عند الله، لكننا أيضًا نستطيع القول إن المجلس لا يعمل بطاقته الكاملة، وهنالك من لا يشارك حتى بالنقاش أو الأفكار، ويُعدّ وزنًا إداريًا زائدًا، لا يتعدى دوره حدود كونه ناقلًا جيدًا للأسرار والأخبار، وصوتًا راجحًا في التكتلات التي تتم تحت الطاولة.
يجب ألا تُشغلنا الاحتفالات عن جرد حساب الموسم السابق بكل أبعاده الفنية والإدارية، كما يجب ألا نبني الطموحات من دون أسس وخطط مكتوبة قابلة للقياس، فإننا نحتاج إلى إخراج مختلف للمجهود الفني والإداري، بعيدًا عن "الحولية" السنوية التي يُعرض فيها الجميع.
ينبغي ألا يكون ما يحدث في المريخ، فنيًا أو إداريًا، شُغلنا الشاغل، ولا أن نمنحه هذا الاهتمام بدافع الكيد الرياضي؛ فالنقص عندنا فنيًا وإداريًا أكبر، والمشاركة بالنصح والانتقاد تخدم الأهداف أكثر من التصفيق المستمر، الذي لم ينقذ الهلال في كل عثراته.
لا بد من التغيير في هذه "الثوابت المُضرة"، وطرح مناهج جديدة داخل الهلال، ليلعب كل مكون دوره المطلوب بعلمية وموضوعية، بعيدًا عن صخب الاحتفالات الزائدة. فالهلال مؤسسة كبيرة تتسع للجميع، وقليل من الأفكار أفضل من كثير من التطفيف.
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
الحقيقة المُرّة

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع