همس الهتاف
الواثق عبدالرحمن
• شفتوا كورة الود روفا؟
• كورة زي الكورة!
• روفا يداعب المدورة بإحساس رشيق ولمحة فنان، يدلعها ويمتّعها ويمتعنا نحن كمان.
• متعة بالمراسلة، روفا في الملعب، ونحن متحلقون حول التلفاز، زي ليالي الحلمية: متعة مشاهدة، والتقاط أنفاس، مشهد يجرّك لمشهد، وأنت في كامل الانتباه.
• لما الكورة تجي عند روفا، بيبقى الكلام تاني، وينقلك من عادية التمرير إلى روعة الإدهاش وتوقّع غير المتوقع.
• الود روفا اللماح، بدون دروس عصر ونقة كتيرة، يفهمك أصول الكورة،
• أنو الكورة دي جد إحساس، وذكاء، وسرعة بديهة، واستخدام منطقي لمرونة الجسد.
• روفا ده صحاني، ورجّعني لأيام الصبا الباكر في ليق الخرطوم والروابط.
• كنا فاهمين الكورة دي "شوت في القون"، و"حرارة قلب".
• في السودان يقولوا ليك: الكورة حرارة قلب!
كنت إداريًا في فريق من الطائف، يلعب في الرابطة السودانية بجدة. بين الشوطين، ونحن مهزومين، صاح الإداري عبد الله في الشباب:
يا أولاد ما تلعبوا شديد، الكورة دايرة حرارة قلب!
فعلّق المدرب فتح الرحمن (لاعب أهلي مدني سابقًا – رحمه الله):
يا عبد الله، الكورة لو حرارة قلب، كان المك نمر لقط كاسات السودان كلها!
• القصة في السودان، في "المدافعية"... لاعبي الدفاع!
• معظم مدافعي السودان فاهمين الكورة رجالة وحرارة قلب وعنف!
• يجتهدون في إيقاف المهاجمين باستغلال القوة الجسدية والانقضاض.
• والمشجعون ذاتهم فاهمين كده، ونحن صغار نسمع في الليق: قشّاهو، عوّقوه!
• والصياح يشتعل (كواريك جدة): قشوا! اردموا!
• وبعد تحصل الردمة، والمهاجم يتكوم معوقًا، تسمع المدح للمدافع:
فقري يا معلّم! وريتو والله!
• أول ما نلعب خارج السودان، وتكون الأجسام ندًّا لند، والبنية الجسدية أقوى، تشوف المدافعين وترثي لحالهم.
• يرقد بالشلوت وتسمع: رقد بيهو!
• يجيك الكرت الأصفر مارق مع التحية، وأحيانًا طرد عديل، والمهاجم زي الفل، يقوم ويتنفض، ويكسب ضربة جزاء أو فاول خطِر.
• دي واحدة من أسباب هزائمنا الكبيرة والكثيرة في أفريقيا:
عدم قراءة المدافعين لحركة المهاجمين، واللعب التقليدي القائم على العنف... إلا من رحم ربي.
• يا حليل شيخ إدريس كباشي، المدافع الرهيف الحريف – رحمه الله – وطارق في الهلال.
• أما في المريخ، فقد كانت الأغلبية تعتمد على البنيان الجسدي.
• لكن لو اجتمعت القوة مع المهارة، تبقى حلا وحمار، ودي اتجسّدت في لاعب المريخ الكابتن الكبير كمال عبد الغني، قوة في الانقضاض، بحرفنة ووعي ملموس.
• عودًا على بدء، نرجع لسيرة روفا، الود ده بديك إحساس بأنو بلعب السهل الممتنع،
قصائد عوض جبريل بس:
"وكلما سالت عليك... صدّوني حراسك"
نغم وفهم وسلاسة وانسياب.
• وكل همس وهتاف، وأنتم بخير وصحة وسلامة.
هتاف أخير:
حلاة الكورة لمن توصلك يا روفا
زي نغمة حنين مندلي من معزوفة
وريتنا الفنون مدن الجمال وصنوفا
جنّنت الوصيف... دقيتو دق شلوفة
— واثق
0 التعليقات