أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
عفوًا وعذرًا وصفحًا،
مدينتي فاتنتي وملهمتي،
يا مرضعة الحب ومبدعة الروعة والجمال.
(كريمة) كريمة الأخلاق، طيبة الأعراق،
آية الحسن والإشراق.
كم كنت أمني النفس أن أكون ضمن بعثة النصر في مستقبلي عند وصولها إلى القرير،
ولكن حالت دون ذلك أقدارٌ لا أملك لها دفعًا.
وها أنا ذا أجدد العزم لحضور المهرجان، وليلة الفرح الكبرى،
ولكن تتدخل الأقدار ثانية لتمنعني،
ولا حيلة لي سوى أن أستلف لسان عمّي الدرويش محمد عبدالباقي في رسالة اعتذاره عن عدم تمكنه من حضور زواج ابن عمه عبدالله محمد خير، حيث يقول:
إن كان الدريب في الإيد
وكل نفيسي تلقى الكان،
كأن جيتك مع الجايين
أشيل الجوز وأشق العود
وأقف فوق العرض حفيان،
إلى أن يقول:
وأنا الماجيت هاك جوابي،
اقبلوا مني كوس لي عذير،
أخوك دقاش شقا وغلبان.
نعم، فاتني مهرجان الفرح،
ولكني بقلب المحب أشاهد التاريخ يفتح صفحاته لكل قارئ،
يستهويه اجترار الذكرى، وارتداء العز ثيابًا وإهابًا.
اليوم يوم الجميع،
كريمة تحتضن الولاية الشمالية بنيلها ونخيلها، وكل آثارها وتاريخها.
جاء الجميع عدواً وحبوا ليشهدوا كتابة هذا السطر الجديد،
الذي كتبته كتيبة هلالنا بالعزم والدماء والدموع والعرق.
هذا الإنجاز الذي زاد جبل البركل شموخًا فوق شموخه،
وزاد كلنكاكول طولًا وعرضًا،
هذا الإنجاز الذي أراه بعين خيالي،
وبحبي تهتز له فرحًا قبور ملوكنا العظماء وصناع تاريخنا الخالد،
وكأني بأرواحهم تحلق فوق جمعكم الآن، تشهد الفرحة وتبارك النجاح.
والفرح اليوم مضمخ برائحة عرق رجال عملوا لهذا،
وخَطَطوا لهذا الفرح، وواصلوا الليل بالنهار،
من أجل أن يكون لنا اسم يذكر، ومكانة تقدر بين أندية الدرجة الممتازة.
فما أعظم بذل الرجال، وما أزكى رائحة عرق النضال!
وحقًا:
أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة.
أهلي في كريمة الكريمة ومروي العظيمة، وكل الحوار الجميل الطيب،
شكرًا لكم جميعًا وأنتم تضعون اللبنة الأولى لبنيان،
كم تاقت أرواحنا لرؤيته، وأشرأبت أعناقنا لمعانقته.
واثق أن هذا الإنجاز له ما بعده، وأعلم أن لهذا اليوم بعد غد أريج.
وتعلمون، سادتي، وكل من يقومون على أمر الرياضة هنا،
من اتحاد محلي ومتعاونين معه،
أن هذا الإنجاز تعثر وتأخر كثيرًا،
ونعترف جميعًا بهذا،
وأتمنى أن يجعلنا هذا الاعتراف أشد حرصًا وأكثر بذلًا،
من أجل الثبات على هذه القمة التي بلغناها بشق الأنفس.
ورسالتي للأخوة القائمين على أمر الرياضة في هذه الولاية الواعدة،
أن نعمل متضامنين ومتكاتفين،
على أن يكون لكل مدينة كبيرة من مدن ولايتنا من يمثلها في الممتاز،
رفعًا لاسمها ودعمًا لمكانتها.
وختامًا،
أتمنى أن تكون خطوة الهلال هي آذان الفجر،
الذي يوقظنا من غفوة وغفلة طالت،
ومن عيب عجز القادرين على التمام.
والسلام.
0 التعليقات