اللواء عمر علي حسن يفتح خزائن الذكريات ويستعيد معارك القلم مع إعلام المريخ – (الجزء الأول)
كنا نوجعهم بالكلمة.. ولا نؤذي أحداً
عبدالله السماني وحده من جلب بيليه إلى السودان
سجلت الأسيد وفوزي التعايشة .. و250 لاعبا في المناشط
"هذه جهنم التي كنتم توعدون".. مقال أشعل الساحة وأدى لاعتقالنا
مع أبو آمنة واجهنا الصحافة الحمراء بالكلمة النظيفة والسخرية المُهذبة
حوار :
"أنا في قلب الهلال.. وهو في قلبي"، بهذه العبارة التي تلخّص وفاءه الأبدي للكيان الأزرق، بدأ اللواء شرطة (م) عمر علي حسن حديثه في هذا الحوار الخاص مع "آكشن سبورت"، الذي يعود فيه بالذاكرة إلى واحدة من أهم الحقب في تاريخ الهلال، حين كان الرئيس، والسكرتير، ونائب الرئيس، وصاحب القلم المقاتل في وجه خصوم النادي ومناصريه على حد سواء.
تحدث الرجل في هذا الجزء الأول من الحوار عن رئاسته للهلال التي امتدت لـ16 شهرًا قبل أن يبتعث لإنجلترا، وكشف كيف ساهم مع رفاقه في جعل الهلال مادة يومية للصحف، وقال بثقة: "لم تكن تمرّ صفحة رياضية دون أن يتصدّرها الهلال.. كنا نبيع الصحف باسم نادينا."
كما استعرض إنجازاته في ملف المناشط، مؤكدًا أنه ساهم في تسجيل 250 لاعبًا ورائدة في مختلف الألعاب، وأنه منح المرأة حضورًا فاعلًا داخل أسوار النادي، وأسّس لفريق سلة سيطر على البطولات، وفِرق في ألعاب القوى والسباحة والملاكمة والتنس الأرضي، وحتى البلياردو.
ولم ينسَ أن يروي كيف بدأت علاقته بالهلال من داخل ورشة العمل التطوعي في بناء الاستاد، ثم صعد منها إلى عضوية المجلس، قبل أن يصبح واحدًا من أبرز قياداته في فترة امتدت لأكثر من 13 عامًا، قال عنها: "كنا نعيش زمن الكلمة الواحدة.. لا صراعات ولا انقسامات، نكوّن المجالس بالتراضي ونأخذها جاهزة للوزارة."
نتآسى بحب لا يفتر
أنا في قلب الهلال، وهو في قلبي. نتآسى بحب لا يفتر، ونتبادل الأخبار والمشاعر التي تتجدد في كل لحظة، وإن غلبت عليها كرة القدم واضمحلت المناشط الأخرى.
فترة قصيرة.. مزدحمة
توليت رئاسة النادي لمدة 16 شهرًا، رغم أن الدورة كانت عامًا كاملاً. أُرسلت في بعثة دراسية إلى إنجلترا فقطعت الدورة الثانية. بعد عودتي، عملت سكرتيرًا ونائبًا للرئيس.
"مانشيت" كل يوم
استطعنا جعل الهلال حاضرًا في صدارة الصحف اليومية. لا يمر يوم إلا و"الهلال" مانشيت في بطولة أو مباراة أو نشاط. وكما قيل، "كنا نبيع الصحف بأخبار الهلال".
سجلنا ٢٥٠ لاعبًا
لم أكن معروفًا بتسجيل النجوم، لكني شاركت في تسجيل معظم من جاؤوا في فترتي. عملت مع مسؤولي المناشط على تسجيل 250 لاعبًا في السباحة، وكل رائدات الهلال، وفريق كامل لكرة السلة احتكر بطولتها. كذلك سجلنا أبطالًا في ألعاب القوى والملاكمة والتنس الأرضي والبلياردو والكرة الطائرة. ملأنا الملاعب بالجمهور من الرجال والنساء والأطفال، وجعلنا للمرأة دورًا فاعلًا في المشهد الرياضي. كما سجلت منفردًا النجمين "الأسيد" و"فوزي التعايشة".
من متطوع إلى رئيس
اختارني الأستاذ حسن عبد القادر وعبد الله رابح من بين الطلبة المتطوعين في بناء استاد الهلال، وعيناني رئيسًا للطلبة. ثم دفعاني لعضوية النادي. شكلت لجنة من الرواد برئاسة طلعت فريد لاختيار شباب للتدريب الإداري، وكان من بينهم أحمد عبد الرحمن، السماني، شخصي، عبدالله مسعود، مروان الفاضل، صالح كبيدة، وأبو بكر سرور.
فزت بعدة انتخابات وكنت الأعلى أصواتًا، وعُينت في مجالس عديدة، منها برئاسة زين العابدين محمد أحمد والطيب عبد الله.
عشنا زمن الكلمة الواحدة.. لا صراعات ولا نزاعات.. وكنا نذهب بالمجلس متفقين للوزارة لاعتماده.
كنا "شوكة حوت"
كنا، أنا وأبو آمنة حامد، شوكة حوت في حلاقيم كبار كتاب المريخ، مثل الحاج حسن عثمان وابن البان.
نكتب بأدب رفيع وكلمة موجعة دون إساءة أو تجريح. وكانت مقالاتنا تُتداول بين عشاق الأدب.
كتبت للحاج حسن ذات مرة وأنا في لندن، بعد مباراة كادت أن يحسمها المريخ، فقلت له:
"أما سحابة الرشيد فإن أمطرت ذهبًا فالخراج لنا، وإن أمطرت فضة ونحاسًا ونيكلًا وصفيحًا، فحلال للطير من كل جنس!"
وقد كتب الحاج حسن مقالًا طلب فيه اعتقالنا أنا وأبو آمنة لأننا "أفسدنا" فرحتهم الإعلامية!
بيليه قصة بطلها السماني
كيف جرت زيارة سانتوس التاريخية عام 1973؟
في تلك الزيارة كنت نائبًا للسكرتير، لكن الفضل الكامل يعود للأستاذ عبد الله السماني، السكرتير العام، الذي كان وراء إحضار الفريق البرازيلي. بذل جهدًا خرافيًا، ولولاه لما نجح الهلال في تحقيق حلم الشعب السوداني بمشاهدة بيليه على أرض الواقع.
ماذا تقول للإداريين في هلال اليوم؟
أنا فخور بكل لحظة قضيتها في الهلال، وما زال الأزرق يسكن وجداني. أدعو الإداريين اليوم لتوسيع دائرة النشاط الرياضي، وعدم اختزال النادي في فريق الكرة فقط، فالروح الهلالية تتسع لما هو أكبر وأبقى.
الجزء الثاني.. الأسرار التي لم تُروَ بعد
في الجزء الثاني من الحوار، يكشف اللواء عمر علي حسن المزيد من الخفايا والوقائع التاريخية النادرة في مسيرة نادي الهلال، ويتحدث عن مواقف مفصلية، وخلافات خلف الكواليس، ورؤيته لمستقبل الأزرق في ظل التحديات الحالية.
0 التعليقات