وجه رسالة للجيل الجديد وتحدث عن نهائي 70 .. حسبوالصغير لـ آكشن سبورت:
هدفي لن يتكرر... ولا أحد يشبهني في الملاعب
الرئيس نميري قال لنا: أنتم سياد البلد... جيبوا الكأس
كرتنا بلا تخطيط ولا روح... والناس "متلبطة ساكت"
الإدارة الرياضية فاشلة... والمتسلطون دمروا كل شيء
برّي كان قلعة عظيمة... وضاعت بسبب الجهل الإداري
حوار: جواهر الشريف
في ذاكرة الكرة السودانية، أسماء لا تمحى، وأساطير حفرت أسماءها بأقدامها على المستطيل الأخضر. أحد هؤلاء هو حسب الرسول عمر علي، المعروف باسم حسبو الصغير، أحد نجوم المنتخب السوداني المتوج بكأس الأمم الإفريقية عام 1970. في هذا الحوار، يعود بنا حسبو إلى تفاصيل تلك البطولة التاريخية، كاشفًا عن كواليسها، وزيارات القادة، وتعليمات المدرب، وهدفه الشهير الذي لا يزال محفورًا في ذاكرة كل سوداني.
يصف حسبو الحقبة الذهبية لكرة القدم السودانية بأنها "زمن ولّى"، ويرى أن الكرة اليوم تعاني من مشاكل إدارية وفنية وفقدان للروح والانتماء. يفتح قلبه للحديث عن نادي برّي، تجربته مع المنتخب، تراجع الكرة، ورسالته الصريحة للجمهور وللمسؤولين.
نشأت وترعرعت في حي برّي، وهناك بدأت أمارس كرة القدم، مثل معظم أبناء جيلنا، بلعب كرة الشراب. من الحواري والروابط انطلقت، وتدرجت حتى وصلت لفريق برّي، ثم للمنتخب الوطني.
عندما بدأت اللعب لنادي برّي، كان هناك لاعبين كبار سبقونا مثل المرحوم حسبو الكبير، وجنجا، وجربان، وكانوا من أعمدة كرة القدم في ذاك الوقت، تعلمنا منهم الكثير.
كانت البطولة في الخرطوم، واستعدينا لها معسكرًا في وادي سيدنا، ثم انتقلنا إلى بيت حمد النيل ضيف الله قرب القيادة العامة. زارنا القادة وقتها، أبو القاسم محمد إبراهيم، وزين العابدين، وطلبوا منا الفوز. حتى الرئيس جعفر نميري جاءنا وقال: "الكورة عندكم.. أنتم سياد البلد.. جيبوا الكأس".
المدرب كان عبد الفتاح حمد – رحمه الله – وكان يعرف كيف يدير المجموعة. الجميع كان مستعدًا للبطولة بدنيًا ونفسيًا.
نعم، كنت أتوقعه. في الحقيقة، دائمًا ما أتوقع التسجيل في المباريات الكبرى. المباراة كانت قوية، وبعض اللاعبين أصيبوا، لكنها كانت ليلة لا تُنسى.
لعبنا مباراة قوية. أحرزت هدف الفوز، وكان يوماً تاريخياً. حصلت مشادات في مراسم التتويج، لكننا صعدنا للمنصة واستلمنا الكأس، فيما رفضت غانا الصعود. بعد نهاية المباراة، خرجت العاصمة كلها للشوارع تحتفل بالانجاز.
بصراحة، لا. لأن الإدارة اليوم غير مؤهلة، والتخطيط ضعيف، ولا توجد بيئة رياضية سليمة مثل التي عشناها في السبعينات.
لا توجد بشريات. المستوى متدنٍ، اللاعبون لا يعرفون قيمة القميص ولا النشيد الوطني. الهلال والمريخ تراجعوا، والاتحادات متناحرة، والناس "متلبطة ساكت".
نادي برّي كان عريقًا. اليوم تراجع، والسبب غياب الفهم الإداري، وانعدام الولاء. قديمًا كانت الروابط ترفد الأندية بالمواهب، أما الآن فالنادي لا يملك المال لشراء اللاعبين، ولا الكوادر التي تختار اللاعبين بشكل سليم.
لا أعتقد، إلا إذا اجتمع أناس جادون وناقشوا مستقبل النادي بوعي وحب وانتماء.
مباراة ضد المريخ فزنا فيها بالكأس. كانت مواجهة قوية، والمريخ وقتها كان فريقًا صعبًا.
نحتاج إلى أكاديميات تهتم بالأشبال، لا مجرد مراكز للتسجيل ، نحتاج لتربية اللاعبين على الانتماء والالتزام منذ الصغر.
لا، لا يوجد. لم أر لاعبًا يشبهني أو يملك ذات العطاء والانتماء.
إبعاد المتسلطين على الرياضة حاليًا. سأختار ناس لعبوا الكرة فعلاً، يعرفون قيمتها، ويملكون تاريخًا مشرفًا في المنتخب الوطني.
المستوى ضعيف. الإدارات غير متفقة، ولا توجد رؤية. الإداري الحقيقي هو من يصنع فريقًا ينتصر ويُفرح الجماهير، لكن الآن لا أحد ينتظر المنتخب في المطار بعد الخسارة أو الفوز!
أقول لهم ارجعوا لأرشيف الكرة السودانية. هناك جيل لعب بصدق وانتماء. جيل تُغنى له الأغاني وتُحكى عنه الحكايات. شاهدوا نهايات المباريات، ستعرفون الفرق. الآن الناس "تعبانة تعب شديد".
0 التعليقات