هلال وظلال
بقلم: عبد المنعم هلال
الهلال في عطبرة: غياب الروح وغياب الفريق
ما كان في زول متوقّع السيناريو دا..
الهلال الطاؤوساوي دخل عطبرة بدوافع الفوز، وطلع منها بهدف موجع في الزمن بدل الضائع، بعد ما تلاعب بيهو الأمل العطبراوي.
الهزيمة ما كانت مجرّد نتيجة.. كانت فضيحة كروية!
اللعيبة دخلوا الملعب وكأنهم مجبرين.. لا روح، لا غيرة، لا إحساس بالمسؤولية تجاه الشعار البيلبسوه، ولا حتى احترام للجماهير السافرت وجات مخصوص.
اللامبالاة، التوهان، والتراخي، كانت السمات الغالبة على أداء الهلال، لدرجة خلت جمهور عطبرة يقول: (الهلال دا وينو؟!).. الأشباح بدل الأبطال!
الأمل لعب برجولة، وقتالية، وانضباط، ونفذ خطته بذكاء.. والتحية لمدربه الشاب.
أما الهلال، فواجه الخصم وكأنو بيلعب ضد فريق ناشئين، لكن الطالع في النهاية إنو هو "الناشئ" وسط الرجال!
جماهير الهلال، الزي احتشدت من العصر بدري وشالت أعلامها، رجعت مطأطئة الرأس، بعد ما كانت جاية تغني:
(فوق فوق هلالنا فوق)
لكن يا للخيبة:
(هلالنا كان تحت.. وتحت شديد كمان!)
منو فيهم لعب وأدّى برجولة ومسؤولية؟!
- الغربال القائد؟
للأسف محتاج زول يقوده، بدل ما يقود الفريق!
غايب ذهنيًا، ضايع بدنيًا، وما في أي لمسة تدل على قائد.
- عبد الرؤوف؟
المايسترو بقى يعزف نشاز.. تمريراته مقطوعة، وحركتو بلا هدف، كأنو تائه جوة ميدان ما بعرفو.
- والي الدين بوغبا؟
يا خسارة ثقتنا.. زول شايل همّو، فقد الحماس، وفقد حتى أبسط أدوات اللعب الجماعي.
- ياسر مزمل؟
غلبو اليسوى.. كل مرة يحاول يجري بالكورة، يا تطلع منو، يا يعكسها أي كلام!
- فارس؟
لا يمت للفرسان بصلة.. الكرات ضايعة، والتغطيات غايبة، لاعب بلا أثر.
- ياسر كوجاك؟
شكرو "رقد" من بدري.. و"رقد" أقل وصف لحالو في المباراة!
- علي كبة؟
كبة كان أحسن يقعد في "الكنبة"، وكان يبقى فيها من الأول.. وجودو ضررو أكتر من نفعو.
- جان كلود؟
حاول ينقذ الموقف بعد دخولو، وأظهر شوية لمحات، لكن كان متأخر.. متأخر جدًا، ويبدو أن فترة التوقف أثّرت عليه!
غياب المحترفين الأجانب أثّر شديد.. والهلال بان على حقيقته: فريق بلا محترفين = فريق مقطع الأوصال!
نجم الأمل "محمد آدم" لعب مباراة العمر.
تلاعب بدفاع الهلال، وعمل فيهم الدايرو.. لف بيهم، صال وجال، جمع وطرح، وباعهم في سوق عطبرة ورجع!
الهلال في النخبة.. لا شكل، لا طعم، لا لون
لحدي الآن، الهلال ما أقنع في المباريات الّلعبها.
اللعب عشوائي، التنظيم الدفاعي مكشوف، الوسط ضائع، والهجوم خجول!
الهلال في بطولة النخبة بيشبه الحزن، بيشبه الغياب، بيشبه التوهان!
ولسان الجماهير يقول:
(كتر من سنتين وإحنا منتظرين الهلال يرجع للملاعب المحلية ونمتع نظرنا بيهو، لكن كان أحسن لو ما رجع.. رجع بدون شخصية، وبدون طموح، وبدون كورة!)
السؤال الآن: الهلال محتاج شنو؟
محتاج مدرب يزرع الروح قبل التكتيك.
محتاج غربلة حقيقية للتشكيلة.. مش كل من لبس الشعار استحقو.
محتاج قادة جوة الملعب، ما مجرد لاعبين ساكت.
محتاج إدارة تراجع نفسها، وتفكر في الجمهور قبل الصفقات.
والأهم: الهلال محتاج للاعبين يلعبوا للهلال، مش لنفسهم!
الأمل عطبرة ما بس فاز.. الأمل "فضح" الهلال!
فضحو قدام جمهورو في عطبرة، وفضحو قدّام محبي الأزرق، وخلانا نسأل:
هل دا فعلاً الهلال؟
ولا مجرد شبح من ماضيه الجميل؟
الهلال الكان بيفرحنا.. بقى يبكينا.
تغيرت الملامح.. وغاب البدر.
كان عندنا فريق يخوّف، يهاجم، يسجّل، يبدع ويمتع.
هسع عندنا فريق يتفلسف، ويتراخى، ويميل.
وين الروح؟ وين الغيرة؟ وين حرارة القلب؟
ولا خلاص.. انتهى زمن الهلال الجميل؟
نحن في النهاية ما بنكتب عشان ننتقد ساكت، لكن بنكتب عشان نصحّح المسار، ونقول الحقيقة.
لو أجاد لاعبو الهلال، حنكون أول الناس البنصفّق ليهم، ونمدحهم، ونديهم حقهم كامل غير منقوص.
لكن لو أخفقوا، وكرروا نفس الأخطاء، وما احترموا الشعار والجمهور، فلن يجدوا منّا غير سياط النقد والتوبيخ، عشان يصحوا ويمشوا في الطريق الصحيح.
الهلال ما فريق عادي..
وارتداء شعاره مسؤولية كبيرة.
اللعب ليه ما شرف ساكت.. دا التزام قدّام الملايين.
نقلا عن آكشن سبورت
0 التعليقات