كلمة حرة مباشرة
عصام الخواض
الصمغ العربي والذهب.. يا رئيس الوزراء
يمتلك السودان حوالي 80% من الإنتاج العالمي للصمغ العربي، ما يجعله لاعبًا محوريًا في سوق عالمي يزداد طلبًا على هذه السلعة الإستراتيجية التي تدخل في صناعات الأدوية، والأغذية، ومستحضرات التجميل.
ورغم هذه الميزة التنافسية النادرة، ظل الصمغ العربي ضحيةً للإهمال الحكومي، والتهريب، وضعف التصنيع المحلي، لتفقد البلاد مليارات الدولارات سنويًا لصالح شركات أجنبية.
الحل الجذري يبدأ من:
• إعادة تأهيل الغابات المنتجة للصمغ وتوسيعها.
• دعم المنتجين المحليين بتمويل وتقنيات حديثة.
• إنشاء مصانع وطنية لإضافة القيمة وتحويل الصمغ الخام إلى منتجات نهائية عالية الطلب عالميًا.
بهذه الخطوات، يمكن للصمغ العربي أن يتحول من موردٍ مُهدر إلى رافعة اقتصادية توفر العملة الصعبة وتنشّط الاقتصاد الريفي في ربوع كردفان ودارفور.
الذهب: الثروة المدفونة بين الفوضى والفرص
منذ سنوات، أصبح السودان أحد أكبر منتجي الذهب في إفريقيا، لكن هذه الثروة تحوّلت إلى فوضى عارمة بسبب التنقيب العشوائي وغياب الرقابة، ما أدى إلى:
• تدمير البيئة وتسميم المياه بالزئبق والسيانيد.
• فقدان كميات ضخمة من الذهب عبر التهريب.
• استفحال الاقتصاد الموازي على حساب خزينة الدولة.
خارطة الإنقاذ تتطلب:
1- تقنين التعدين الأهلي عبر رخص رسمية وإشراف بيئي صارم.
2- إنشاء بورصات ذهب محلية لضبط الأسعار وتقليل التهريب.
3- إشراك المجتمعات المحلية في الاستفادة من عائدات الذهب عبر مشاريع تنموية حقيقية.
نحو رؤية اقتصادية متوازنة
إن الاعتماد على الصمغ العربي كموردٍ زراعي متجدد، وتقنين قطاع الذهب لتحويله إلى نشاط منظم، يمثلان خطوة محورية لإنقاذ الاقتصاد السوداني من أزماته الهيكلية.
ويبقى التحدي الأكبر هو غياب الإرادة السياسية، وانتشار الفساد، وضعف التخطيط الاستراتيجي، الذي حال دون تحويل هذه الموارد إلى مشاريع تنموية ملموسة تعود بالنفع على المواطن السوداني.
لقد حان الوقت لكتابة صفحة جديدة من تاريخ السودان، يكون فيها الذهب والصمغ العربي بوابةً للسلام والتنمية المستدامة، لا وقودًا للصراعات والفساد.
نقلا عن آكشن سبورت

أضف تعليق
سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع
الأقسام
آخر المقالات
النشرة الاخبارية
احصل على جميع أعداد نشراتنا الاخبارية.
0 التعليقات