عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

إن كان كده، القضية جاطت!

الصورة


بقلم: حسن أبو زينب عمر

(1)

لا شيء يدفعنا إلى الهروب بحثًا عن نسمة أمل أو بارقة ضوء من بين هذا الضجر المخيم، ضجر تقف وراءه معارك مجنونة بين أبناء وطن واحد، في سباق على النفوذ يشبه ما تفعله الذئاب في الغابات. ولعلنا، من باب الترويح أو التسلية، نرحل إلى دنيا منسية ونقلب دفاتر الحكايات القديمة لنجد فيها بلسمًا يخفف جراحنا.

يُحكى عن وردي، أنه حينما كان معتقلًا في سجن كوبر في عهد نميري، وكما جرت العادة في تلبية الخدمات الضرورية، طلب من ضابط السجن عودًا. فرد الضابط ساخرًا:

"أسمع، نحن قبضناك عشان كنت راكب دبابة، ولا عشان عودك دا؟"

(2)

أما الشاعر محمد حامد آدم، فقد اعتقله نميري عقب انقلاب هاشم العطا، بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي. وخلال فترة اعتقاله كتب أغنية "ضابط السجن"، التي خلدها الفنان عبد الرحمن عبد الله، موجهًا كلماتها إلى الضابط الذي رفض السماح له بزيارة خطيبته، قائلًا:

"يا ضابط السجن صبرك لحظة واحدة، أتزود بنظرة وأرجع أنسجن".

لكن الطرفة في القصة أن نميري، بعد سماعه بالأغنية، لم يكتفِ بسجن الشاعر بل قال:

"جيبوا الفنان ذاتو"!

وفي مشهد آخر، بلغ نميري أن الفنان التشكيلي العالمي إبراهيم الصلحي متورط في انقلاب الجبهة الوطنية، فتم توقيفه وسجنه. وبعد عام، هرب الصلحي إلى قطر، وطلب من الأمير هناك التوسط له للعودة إلى السودان. وافق نميري، وقال:

"سأسقط عنه التهمة وسأختاره وزيرًا".

(3)

مع مرور الوقت، اختلطت على نميري الأسماء، فخلط بين الصلحي وصالحين. طلب من بهاء الدين إدريس إعداد تشكيل وزاري، وترك منصب الإعلام شاغرًا لتعيين "صالحين"، وكان يقصد "الصلحي". وأثناء أداء صالحين القسم، سأل نميري بهاء مستغربًا:

"الراجل دا موش شغال في التلفزيون؟"

فأجابه بهاء: نعم.

فقال نميري:

"ومين جابو هنا؟"

فرد بهاء:

"إنت اخترته وزيرًا للإعلام".

فعقّب نميري:

"لا لا... أنا قصدي بتاع الدقن أبو راس كبير"، وكان يقصد الصلحي، وأضاف:

"وقفوا الشغلة... وأعملوا قسم جديد".

(4)

وتُروى طرفة أخرى عن البريطاني بيتر، الذي كان يعمل في وزارة البريد، وكان منضبطًا يأتي مبكرًا ويقوم بكل الأعمال، بينما الآخرون يقضون وقتهم في الثرثرة، واحتساء الشاي، واستلام الراتب دون جهد. ولسوء حظهم، أطاح قرار "السودنة" بكل الأجانب، بمن فيهم بيتر.

جاء أحد الموظفين إلى المصلحة فوجد الدنيا مقلوبة، فسأل زميله عما حدث.

قال له:

"أقالوا بيتر".

فتساءل مستغربًا:

"ومن جاء خلفًا له؟"

فأجابه زميله:

"أنت ذاتك".

فقال متحسرًا:

"إن كان كده... القضية جاطت!"


https://3ctionsport.com

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع