أهداف ملعوبة

عبد المنعم محمد سيد أحمد

........ .......

وبالأمس أضاف الهلال إنجازًا جديدًا يُضاف لسلسلة إنجازاته التي حققها في هذا الموسم، فقد فاز بكأس السودان بجانب فوزه بدرع الدوري الموريتاني وفوزه بدوري النخبة.

وبهذا يتأكد لكل عاشق أزرق أن سفينة ناديه العظيم تمخر عباب بحر الأحداث والأحزان والألم، لا تعبأ بأمواج الهول المتلاطمة، ولا تهزها أعاصير زمن الغربة والارتحال والنزوح، الذي شتّت شملنا وبعثرنا في فجاج الأرض، نتابع أخبار انتصارات هذا الأزرق العاتي بالوسائط والتصنت، بعد أن كنا نعايشها كفاحًا داخل أسوار قلعتنا الحصينة.

ولكن لا بأس ولا ندم، فهذه سنة الحياة، وكذا أقدار الكبار.

والهلال الذي ولدته البقعة المباركة، ساحة النضال والبذل، وُلد ليكون حارسًا لتاريخنا وفارسًا ندّخره لملاحمنا الكبيرة.

الهلال بكل هذا الزخم الذي تزخر به صفحات تاريخه، وبكل هذا الوله والعشق الذي يجعلنا دراويش نهيم في حضرة جماله، يحتاج منا اليوم إلى وقفة تستلهم هذا التاريخ وتجسد هذه العظمة.

ويجب أن يكون دافعنا لهذه الوقفة المرجوة هو هذا البذل، وهذه التضحيات التي يقدمها مجلس إدارتنا الموقر دون مَنٍّ أو أذى.

وجب علينا أن نقدم الشكر لهؤلاء الرجال جزاء صنيعهم وتفانيهم.

فإن كان يجمعنا ويساوي بيننا حب الهلال، فإنهم يفوقوننا بالعطاء غير المحدود الذي يقدمونه.

فها نحن ننتظر منهم، بل نطالبهم، بالإضافات المميزة لكشف الفرسان من محليين ومحترفين، وها هم يقولون سمعًا وطاعة، ويمضون إلى المطلوب بجد واجتهاد.

فهل يليق بنا، أيها العشاق، أن نجلس هكذا على مقاعد الفرجة ننتظر الفرحة دون أن نسهم في صناعتها، ولو بكلمة طيبة نطيب بها الخواطر ونجمل بها المشاعر؟

يا عشاق الأزرق في كل مكان، من شطت بهم النوى، واحتضنتهم مرافيء الغربة، وضمتهم المهاجر، نعلم أن قسمة حب الهلال بيننا وبينكم قسمة ضيزى، فأنتم تحملون الهلال في قلوبكم، وأوراقكم الثبوتية، وحقائب سفركم، تحملونه مدادًا دافئًا في رسائل الشوق للوطن والأهل، ثم تنتظمون في روابط لدعمه ومساندته.

وأنتم تحتاجون لمن يساندكم ويساعدكم على عذاب الغربة — أعانكم الله —

والهلال ينتظر منكم التكاتف والتآلف، ومن ثم البحث عن مساندته.

وأنتم، يا أهل الهلال في الداخل، تعلمون كل صغيرة وكبيرة تحيط بكيانكم، سالبة — وما أكثر السوالب — أو موجبة مع قلتها،

لهذا فإن واجبكم نحو هلالكم يبدو أكبر، فهو مساندة ورباط.

وإلى حديث آخر، إن مد الله في الآجال.

https://3ctionsport.com