بلا ميعاد
عوض أحمد عمر
▪️الاتحاد السوداني لكرة القدم... حين تتحول المحاباة إلى منهج، والانتماء إلى معيار للتفضيل
• في مشاهد باتت تتكرر حتى أصبحت مألوفة ومثيرة للاستياء، يواصل الاتحاد السوداني لكرة القدم إدارة النشاط الرياضي بعقلية تفتقر للمنهجية والمهنية، وتنأى بعيدًا عن القيم الرياضية الرصينة.
• إنها عقلية تقفز فوق مقتضيات الحياد، وتجرفها تيارات الهوى والولاء، فتُدير النشاط الرياضي بميزان الانتماء والمصالح، وكأن الاتحاد لم يعد مؤسسة وطنية تُعنى بالشأن الرياضي، بل تركة شخصية تُدار بدوافع انتخابية وحسابات ضيقة.
• متى تدرك القيادات المؤثرة داخل الاتحاد أن المسؤولية تكليف لا تشريف، وعطاء لا مغانم؟
• متى يعون أن العدالة والشفافية والتجرد وحسن الإدارة ليست ترفًا إداريًا، أو فضل زاد، بل أساسًا لازمًا تفرضه ملزمات التكليف، وثقة الشارع الرياضي، واستقرار النشاط؟
• لقد آن الأوان لأن يفهم القائمون على الاتحاد أن ما يمارسونه لا يثير الغضب فحسب، بل يزرع مرارة مكتومة في نفوس أهل الرياضة وجماهيرها.
• فالقرارات المصممة على مقاس الولاءات، أو التي تأتي وفاءً لوعود انتخابية، لا تُنتج إلا الفوضى والاحتقان والتشظي.
• لماذا يبدو كل نشاط رياضي وكأنه يمر عبر مطبخ للتفاهمات الخفية، ومحاصصات المنفعة، وترزية لمقاسات اللحظة، بدلًا من أن يُبنى على معايير واضحة ومعلنة؟
• ما تكشفه المنافسات التي ينظمها الاتحاد ليس إلا خارطة طريق تُنذر بتحويل الملاعب إلى ساحات صراع، وبيئة خصبة للتوتر والانفجار.
• سياسة المحاباة، وتجاهل مبادئ العدالة، تكاد تدفع بالساحة الرياضية إلى حافة الانهيار.
• والأسوأ، أن النيران التي يُشعلها الاستهتار والانتماء الضيق والمنافع الذاتية، قد لا تقف عند حدود الأندية أو الجماهير الغاضبة، بل قد تلتهم أولًا من أشعلها بفعل مباشر أو بصمت مريب.
• على من يمسكون بزمام الأمور في الاتحاد أن يُعيدوا ضبط البوصلة على قيم الإنصاف والعدالة والشفافية، بعيدًا عن الانتماءات والمصالح الذاتية.. لأن أهل الرياضة لا يستحقون هذا العقوق.
• فإدارة النشاط الرياضي ليست ساحة لتسوية الحسابات أو سداد فواتير انتخابية، بل مسؤولية أخلاقية ووطنية تستوجب معايير عادلة تُطبّق على الجميع بلا استثناء.
• وفي ظل غياب صوت القانون المُعافى غير المنحاز، وصمت بعض القيادات، وركون الأندية إلى الهامش، فإن كرة اللهب تتدحرج بسرعة نحو المدرجات، حيث يصعب توقع ما قد يحدث حين تغيب الحكمة وتتحكم العاطفة.
• حين تسود "الشفشفة" الرياضية في قمة الهرم، وتغيب العدالة بلا ضمير، تصبح الرياضة سببًا للفتنة، لا عاملًا للوحدة والتصالح.
▪️آخر الكلم▪️
• أمام الاتحاد، أو بالأحرى أمام المجموعة المسيطرة عليه، فرصة أخيرة لمراجعة الذات، والعودة إلى الجادة، ووضع "مسطرة العدل" على الجميع. فالقادم، إن استمرت هذه السياسات المختلّة، لن يكون أزمة عابرة، بل نفقًا مظلمًا تُلام فيه العقول التي أعماها الانتماء، وأسكتها وهم السيطرة.
Omeraz1@hotmail.com
نقلا عن آكشن سبورت

أضف تعليق
سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع
الأقسام
آخر المقالات
النشرة الاخبارية
احصل على جميع أعداد نشراتنا الاخبارية.
0 التعليقات