بهدوء
علم الدين هاشم
أزمة فوق أزمة... استقالات بالجملة والفراغ يهدد المريخ!
يتفاقم الوضع الإداري في نادي المريخ يوماً بعد يوم، في ظل تسارع وتيرة الاستقالات من داخل مجلس الإدارة، والتي بدأت تأخذ طابعاً علنياً ومتتالياً، وفي وقت بالغ الحساسية، وبعد أيام قليلة فقط من الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الفريق أمام غريمه الهلال برباعية نظيفة، في قمة بطولة النخبة التي منحت اللقب للأزرق دون عناء.
المثير للقلق أن هذه الاستقالات لا تأتي في إطار تغيير مدروس أو انتقال سلس للإدارة، بل تبدو كردود فعل انفعالية للضغوط الجماهيرية والإعلامية المتزايدة، التي انفجرت عقب الهزيمة المهينة، وتفاقمت بعد قرار المجلس بالاعتذار عن خوض نهائي كأس السودان، وهو القرار الذي قوبل برفض جماهيري واسع، خصوصاً بعد أن تراجع الهلال عن الاتفاق المشترك، وحضر إلى الملعب ونال الكأس مجاناً.
والواقع أن مجلس المريخ يبدو في طريقه إلى الانهيار التام إن لم يُتدارك الموقف، فغياب البديل الجاهز والقادر على تولي المسؤولية في هذا التوقيت الحرج سيقود النادي إلى فراغ إداري خطير، في وقتٍ يُفترض أن تنشغل فيه الإدارة بالإعداد للموسم الجديد، عبر صفقات قوية تدعم حظوظ الفريق في دوري الأبطال.
صحيح أن رئيس النادي، عمر النمير، يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية ما آل إليه حال المريخ، سواء بسبب القرارات المرتبكة أو فشل السياسة الفنية والإدارية، إلا أن معالجة الأزمة لا تتم بالاستقالات أو حملات التشهير، بل بالحوار، وتقديم النصح، والدفع باتجاه إصلاح حقيقي.
المطلوب اليوم أن يتحرك المجلس بسرعة لإقالة المدير الرياضي، الذي ظل عنواناً للفشل، واستبداله بشخصية تملك الكفاءة والخبرة في اختيار المحترفين الأجانب والتفاوض معهم، مع إجراء مراجعة شاملة لقائمة الفريق، وإعادة بعض اللاعبين الذين تم الاستغناء عنهم ظلماً.
إنقاذ المريخ لا يكون بخلق الفراغ، بل بالعمل الجماعي، والإصلاح من الداخل... قبل أن ينهار الهيكل فوق رؤوس الجميع!.
https://3ctionsport.com
0 التعليقات