أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد أحمد
يكاد الموسم الرياضي أن يُلملم أطرافه، بل لملمها فعلاً، بانتهاء ما أسموه بـ"دوري النخبة"، والذي كان ختامه تلك المباراة التي جمعت بين الهلال والمريخ، وراح ضحيتها فريق المريخ إثر تلقيه تلك الهزيمة الكارثية، والتي كان لها ما بعدها، إذ ألقت بظلالها السوداء على بقية فعاليات الموسم، ومن بينها نهائي كأس السودان، فضلاً عن الاستعداد للاستحقاقات الدولية للمنتخب الوطني – وهو الهم الأكبر، والشاغل الأهم... لو كان أولي الأمر يعلمون.
أقول إن لقاء الهلال والمريخ ألقى بعواقبه على ما تبقى من الموسم، وذلك من خلال ما يحدث الآن في بورتسودان، حيث لا يدري أحد ماذا سيكون المآل:
هل سيلعب المريخ النهائي؟ أم أنه منسحب؟
وهل هو منسحب فعلاً؟ أم أعاقته ظروف موضوعية عن اللحاق بالمباراة في موعدها المحدد؟
وأظن أن هذه ستكون حجته، لتفادي عقوبات الانسحاب الصريح.
ومع هذا التضارب والتنازع، كيف سيتم تجميع عناصر المنتخب الوطني وإعدادهم بدنياً ونفسياً للاستحقاقات القادمة؟
كل هذه الاستفهامات الحائرة، يجوز لي أن أضعها تحت عنوان واحد يلخص حال الكرة في بلادنا:
نحن تحت حاكمية اتحاد عام فاشل، إن لم يكن هو الفشل ذاته، عيناً ووصفاً.
الاتحاد العام لكرة القدم يضع شأن اللعبة في آخر اهتماماته، إذ ينصب جل تفكيره ومعظم تركيزه على التمسك بمقاعد الاتحاد الوثيرة، واستثمارها في فوائد الأسفار والرحلات، من "يورو" و"دولار"، وجني المال .
والشواهد على ذلك لا تُحصى، ومنها – على سبيل المثال لا الحصر – أموال نادي المريخ لدى الاتحاد العام، والتي يُقال إنها ذهبت بقدرة نصّاب إلى حساب أحد الأفراد!
كيف، بربكم، تذهب أموال نادٍ عريق ورائد كالمريخ إلى حساب فرد؟
وكيف تظل إدارات المريخ المتعاقبة تبحث عن أموالها المنهوبة، وهي في أمسّ الحاجة إليها؟
أليست هذه قمة الجرأة؟ وقوة عين من سارق أمن العقاب؟
ومن الشواهد الواضحة أيضاً:
انظر – رعاك الله – إلى ما بين يدي محاكم الكرة من شكاوى، أبرزها قضية برقو وود نوباوي، ضد هذا الاتحاد.
لكل ما سبق، فإن الإجابة على سؤال: "ثم ماذا بعد هذا؟"، يجب أن تكون واجباً جماعياً:
إزالة هذا الاتحاد الفاشل بكل الوسائل المشروعة، فلا ينبغي أن تترك مهمة تخليص الكرة السودانية من براثنه على مجموعة برقو أو نضال أحفاد الأمير ود نوباوي فقط، بل يجب أن تكون مهمة الجميع، وتحت قيادة الهلال والمريخ، بحكم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
أكتب هذا المقال وأنا لا أدري ماذا حدث مساء امس في بورتسودان... وربما حتى مولانا حلفا نفسه لا يعلم كيف سيتعامل مع الاحتمالات والنتائج المرتقبة.
والله المستعان.
0 التعليقات