عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

أنا أمك يا بنتي

الصورة

في الصميم

حسن أحمد حسن


كثرت الشكوى من الأم الكبيرة في السن من لغة بنتها تجاهها، وما نسميه نحن بالدارجة "النقنقة". وتقول محدثتي، البنت الشابة، إن أمها أصبحت تتدلل في كبرها ولازم يحنسوها يوميًا للأكل أو الشرب أو الحمام أو غيره كالطفل الصغير. كما لاحظت عليها كثرة الكلام وتكراره عدة مرات... فنقول لها "اضغطي نجمة وشيلي النغمة". هكذا تقول محدثتي عن أمها، وأنا أنظر إليها باستغراب وتعجب شديد.

أيها البنت العزيزة،

أقول لك: جاء اليوم الذي بدأت فيه تشيخ أمك، وبدأ يوم الامتحان العظيم لرد الجميل. جاءت لحظة تتحلين فيها بالصبر.

إذا كانت أمك تتحدث كثيرًا وتكرر الكلام نفسه، لا تقاطعيها غاضبةً قائلةً: "أمي! لقد قلت هذا قبل دقيقة!" يكفي أن تسمعيها، من فضلك. تذكري حين كنتِ صغيرة، عندما كانت تكرر لك القصة نفسها كل ليلة حتى تغطّي في النوم...

وعندما ترفض أمك الاستحمام، لا تغضبي ولا تعتبري الأمر مأزقًا. تذكري كيف كانت تجري وراءك محاولة أن تستحمّي كل يوم، وتسرح لك خصلات شعرك مساءً عندما كنت طفلة صغيرة.

وعندما تدركين جهلها باستخدام التكنولوجيا الحديثة، لا تقولي لها: "يا أمي، هذه تكنولوجيا في زمنكم ما كانت موجودة"، ولا تردّي بعبارات قاسية. امنحيها بعض الوقت للتعلم، وذكّري نفسك بمدى الوقت الذي منحته لك لتعلم أشياء كثيرة في حياتك.

مرحبًا، تطلب منك الصبر، وأن تحسني فهمها وما تمر به.

عندما تتحدث، امنحيها الوقت لتذكر ما تريد قوله، فالذاكرة ليست كما كانت في شبابك. لا تكوني متغطرسة أو نافدة الصبر. تذكري أنها أمك التي تعبت في تربيتك وحملت بك وتحملت كثيرًا حتى وصلت لهذا العمر.

وعندما تعجز ساقاها العجوزتان عن المشي بسرعة كما في الماضي، أعطيها يدك كما كانت تعطيك يدها حين تعلمك المشي أو تمسك يدك لعبور الشارع.

وعندما تمرّ بأيام قاسية، لا تتركيها وحيدة، ابقي معها وحاولي تفهّم ما تمر به، ومنحيها الحب حتى آخر يوم في حياتها.

فأنتِ في يوم من الأيام ستكونين في نفس الموقف.

واعلمي أن الأم مدرسة وقلب نابض بحبها لأبنائها، وطالما هناك رمق واحد في عينيها، فكوني لها أملًا لا ألمًا.

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع