عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

ود مدني – متعتي وعجبي

الصورة

نبض الكلمة

رندة المعتصم أوشي


إنه لعسيرٌ الإحاطة بعبقرية خليل فرح؛ بل هي عبقريات مستخلصة من رحيق معارف متنوّعة.

يسمعك اللحن الشارد (الشرق لاح نوره وازدان)،

ويُريك الطبيعة في أبهى أثوابها.

النص يغصّ بكثافة من ألوان متباينة، جعل منها الخليل قوساً من الضياء: ذهباً، فضّة، وأرجواناً.

أغنية فرح غامرة، الشرق وإشراقه، ولهٌ بالرومانسية، وخليل جبلٌ من صلصالٍ سُقي من كفّي الجمال:

يا إلهي... عقولُنا ذاهلة

سيرة دي... أم سحابة راحلة

إذا تيسّر لك سماع أغنيات خليل، أو قرأت أشعاره، فإنك – لا محالة – تُعجب، إذ ترى ملامح روحه العامرة بالحب... حبٌّ بلا شطآن: للناس، للوطن.

وما أكثر "الأخوانيات" التي تزيّن أشعاره!

هو حامل عطر، وصاحب بشارات.

ولكم ازدهت ليالي الخليل بأنسٍ ومسامرة.

إذا أصغيت باستغراق، فإنك – لا ريب – تدرك تحيةً للخليل، يزجيها صديقه وأنيسه حدباي (شاعر الجمال) في استهلال برنامج حقيبة الفن:

الليلة كيف أمسيتو يا ملوك أمدر...

نعود إلى خليل أفندي فرح، وهو ينقلنا بمكره وحيلته الفنية إلى فضاءاتٍ أخرى... إلى ود مدني، حيث الحنين والصبابة واللوعة.

يدهشك خليل وهو ينظم القصيدة، يدخلك في أجواء الأغنية، يوظّف المفردة بحسّ عالٍ، يجعل قلبك يخفق كجناح طائر.

انظر إليه وهو يقودك إلى أتون العاطفة، وهو يُلقي أمامك: "حنيني"، "لوعتي"، "شجني"، "فد يوم"، "أبوي ود مدني"... ألفاظٌ تمرّ بالإحساس، عذبة، تلج القلب عنوة.

وأغنية ود مدني هي توثيقٌ شعريّ لسيرة المدينة وذاكرتها.

يريك الخليل المدينة مبتدئاً بالشيخ المؤسس ود مدني، ثم يمضي بذكاء بالغ ليذكر أعلامها: الحضري والمدني، لتعي نهجه البلاغي ووعيه الفني.

كانت تحية مهيبة، عامرة بكل جميل، ثم التقطها الكرزاي، الباشكاتب، ابن المدينة محمد الأمين،

هزّته القصيدة هزاً، أضنته تبريحاً، أضاءت ذكرياته، أيقظت نداءات حب قديم لأهله، لمدينته.

جاء اللحن عجيباً، مشفوعاً بموسيقى لا تغادر الأذن أبداً... ثم، بذكاء العبقري، زانها بآهات الخليل، وكأنه يُحيي مدينته... أو ربما يُحيي الخليل نفسه.

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع