عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

العودة الكريمة

الصورة

كلمة حرة مباشرة

عصام الخواض


في عالم يتّسم بالتغيرات السريعة والصراعات المستمرة، يبقى الوطن هو النقطة الثابتة التي تدور حولها أحلام وأماني الملايين. لكن مع استمرار النزوح والشتات، أصبح مفهوم العودة إلى الوطن يتطلب إعادة نظر، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتعريف "العودة الطوعية".

تُعد عبارة "العودة الطوعية" مصطلحًا باردًا، بعيدًا عن المشاعر الحقيقية التي يحملها الإنسان تجاه وطنه. إنها تعكس رؤية إدارية تُجرِّد العودة من معناها العاطفي، مما يجعلها تبدو كإجراء رسمي أكثر من كونها حقًا إنسانيًا. كيف يمكن أن يُطلب الإذن من شخص ليعود إلى حضن وطنه؟ هل يحتاج الحب إلى موافقة؟ إن العودة ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة وحق لا يمكن إنكاره.

الوطن، بأرضه وذكرياته، يمثل ملاذًا آمنًا لكل من عاشوا تجارب النزوح. فهو ليس مجرد مكان جغرافي، بل رمز للهوية والانتماء. وفي سياق الحديث عن العودة، يجب علينا أن نتجاوز المصطلحات الباردة التي تزرع الخوف والشك في النفوس، وأن نفتح صفحة جديدة عنوانها "العودة الكريمة".

فالعودة الكريمة تعني العودة بكل ما تحمله من حب وكرامة، وتعني أن يعود الإنسان إلى وطنه كصاحب حق، لا كلاجئ أو رقم في الإحصاءات. إن العودة ليست مجرد إعادة توطين، بل استعادة لكرامة الإنسان وإرادته في بناء مستقبله.

اليوم، ينادي الوطن جميع أبنائه — من القرى المدمّرة إلى المدن التي أرهقتها الحرب — للعودة، لا كلاجئين، بل كعائدين يحملون معهم الأمل والإرادة للتعمير. فالعودة ليست فعلًا ماديًا فحسب، بل هي عملية نفسية وروحية تُعيد الإنسان إلى جذوره.

فلنكن جميعًا سفراء للعودة الكريمة، ولنروّج لفكرة أن الوطن يتّسع للجميع، مهما كانت الظروف. فالوطن، مهما قسا، يبقى أرحم من منفى طويل، ويجب أن نعمل جميعًا على إعادة بنائه بمساهمتنا وإرادتنا.

وفي النهاية، دعونا نؤمن بأن العودة ليست مجرد حلم، بل هي حق وواجب. ولنجعل من هذا الحق واقعًا يعيشه الجميع، لنكتب معًا فصلًا جديدًا من فصول التاريخ، عنوانه: "العودة الكريمة"

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
مواليدح بُرج (الفضيحة)

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع