عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

مواليدح بُرج (الفضيحة)

الصورة

طَقّ خاااااص


خالد ماسا

وما من أحدٍ يُسدي النُصح لرئيس لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم، ليضبط إيقاع تصريحاته التي يُلاحق بها الأحداث — بل يسبقها أحيانًا — دون قدرة على كبح شهوته للظهور الإعلامي، وإثبات أن يد قراراته قادرة على أن تطال الجميع، وهو لا يدرك أن حبل التصريحات وعنتريات المنصب هو أقصر الحبال.

احترامًا للجنة التي يرأسها، وللوائح التي يتوجب عليه اتباعها، لم تكن هناك ضرورة لتصريحات التهديد بسحب الترخيص والحرمان من المشاركة الأفريقية، حال تنفيذ ناديي القمة لقرار الانسحاب من قمة كأس السودان. لأن في ذلك تجهيلًا للجميع، وسوء ظن بأن الناس لا تقرأ ولا تتعلم.

ما يعنينا في خطابات "التحايُل" المتبادلة بين اللجنة ومجلس المريخ بشأن التراجع عن مسألة "الانسحاب" وتقديم طلب "التأجيل"، هو إدراكنا التام لعملية "سمكرة" القرارات التي ستصدر لاحقًا عن لجنة الانضباط، تأسيسًا على لعبة الخطابات الأخيرة، والتي قالت فيها لجنة المسابقات إنها قبلت اعتذار مجلس المريخ عن الانسحاب، ورفضت طلب التأجيل. ليصبح الوضع القانوني جاهزًا لعقوبات لا تتعدى الغرامة المالية والحرمان من المشاركة في بطولة كأس السودان للموسم المقبل.

أما "المحكمة" التي نصبها رئيس لجنة المسابقات في الصحف، فستبتلع قراراتها، لأنها خاطبت الناس بظن الجهل باللوائح والقوانين.

في بلد "الجودية"، يعلو كعب نص "باركوها" على النص القانوني واللوائح، وهي الممارسة التي تحرّض الجميع على الاستهزاء بالقوانين وعدم الالتزام بها.

ولا يختلف الحال لدى مجلس المريخ في هذه القضية، إذ يسوّق الآن لبكائية "نقض العهود والمواثيق"، بأدنى حد من القدرات الإدارية المتاحة له، وبما تيسّر له من أقلام الإلهاء. فبخطاب الاعتذار عن الانسحاب من قمة الكأس، وطلب التأجيل المقدّم رسميًا للجنة المسابقات، نحن أمام حقيقة مفادها أن موقف مجلس المريخ — الذي عبّر عنه عضو المجلس هيثم كابو في البيان المشترك — لم يكن، بحسب المبررات الواردة فيه، موقفًا مبدئيًا، بل لم يخرج عن إطار "التلاعُب". فلا حصانة لديهم للعهد، ولا التزام لديهم بالمواثيق، ولو أن مجلس الهلال وافق على طلب التأجيل، لتناسى المتباكون على العهد في المريخ ذلك البيان، ومن وقّع عليه.

مواليد "برج الفضيحة الإدارية" هم من يزحمون المسرح الرياضي الآن بهذه الدراما الركيكة، التي تكشف عن شُحٍّ كبير في الخبرة والفكر الإداري، وتواجهنا بما آلت إليه الأوضاع في المشهد الرياضي، وما ينتظرنا من معارك انصرافية لن تُفيد كرة القدم السودانية شيئًا.

ما لم نتجاوز محطة الانتصار للذات والألوان، ونعمل معًا لمحاصرة هذا النوع من الإدارات ومنعه من التكاثُر في وسطنا الرياضي، فسنظل حبيسين في دائرة التعصب الأعمى والتجهيل، وسيواصل هؤلاء تصدّر المشهد المتراجع عامًا بعد عام.

وحتى في مجلس الهلال، فإن السكوت عمّا جرى في مسألة التفويض والبيان المشترك مع مجلس المريخ، ليس علاجًا مناسبًا لمشكلة حقيقية لا تخطئها العين في طريقة إدارة الملفات بالنادي. وعليهم التحلّي بالشجاعة والشفافية في مخاطبة الرأي العام الهلالي، والظهور بمظهر المجلس المتماسك بتعدّد الآراء داخله، من دون أن يُمثّل ذلك عيبًا إداريًا تُغطى عليه التصريحات الناعمة أو الصمت، لأن العمل الإداري في جوهره تجربة إنسانية تتطور، ويُعالج الخطأ فيها بالتجربة وتبادل الأفكار.

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
جرّاهاح ويختصمُ!!

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع