وهج الحروف
ياسر عائس
حسم الهلال بطولة الدوري الممتاز وانتزع كأس النخبة بعد أن جرّع المريخ رباعية حارقة ومؤلمة، هزم بها جملة من الظروف، أهمها الفرصة الواحدة.
عمل الفريق على الفوز ونجح في ذلك بنتيجة عريضة كفلت له الصدارة بفارق كبير من الأهداف، وعدد أقل من الأهداف في شباكه، متفوقاً على المريخ وأهلي مدني في صافي الأهداف وفي المواجهات المباشرة.
لم يترك أمره للصدفة ولا لأقدار المباريات والإحصاءات... رفض (حسبة برمة) بتطبيق الشعار القوي من (لا يأكل بيديه لا يشبع).
والشاعر المجيد المتنبي بكلماته الرصينة وشعره الذي يتدفق بالحكم والمواعظ والأقوال الخالدة وكتابات رائعة، طبقها الهلال كوقع الحافز على الحافر عندما تمثل أشبال المعلم أقوال المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصمُ.
يفتخر الشاعر بإجادته نظم الشعر وفهم مقاصده وتدبر معانيه، فلا يؤرقه ذلك ولا يقلل نومه، بينما تستعصي كلماته على الآخرين ويسهرون عليها ويجهدون أنفسهم في تفسيرها.
وهكذا فعل الهلال... حسم البطولة بلا منازع وترك لبقية فرق النخبة الخلاف حول تفسير الوصافة وكيفية حساب الأهداف والنقاط والمواجهات المباشرة.
حتى الاتحاد وقع في الخطأ وتوّج المريخ بالفضية مع أن أهلي مدني هو الأحق، لأن رصيده الصافي من الأهداف أعلى من المريخ.
وتتحدث اللائحة عن الفصل في المواجهات المباشرة عند الحاجة لتحديد (البطل) وليس المراكز ما دون الأول.
كما أن الهلال والمريخ وأهلي مدني تساووا في عدد النقاط، ولا يجوز الفصل بالمواجهات المباشرة إلا في حالة تساوي فريقين (فقط)، أما عندما تكون ثلاثة فرق فالقرار يكون بالأهداف.
كما أن اللوائح عموماً تتخذ المواجهات المباشرة معياراً للفصل والتحديد عندما يكون الدوري من (دورتين) ومن عدد كبير من الفرق.
أما النخبة فهي استخلاص لعدد محدود من أندية الممتاز وتصفية بعد مباريات سابقة، فلا تنطبق عليها حالة الفصل بالمواجهات.
حسم الهلال البطولة بالمواجهات والأهداف... ونام ملء جفونه عن شواردها... لم ينازعه فريق أو يطعن نادٍ... سمحوا له بالصعود لمنصة التتويج مع تعظيم سلام وتحية احترام.
بينما تشتعل الميديا وتضج الأسافير بتفاسير المواد... يسهر الخلق جراها ويختصموا، وكل يفسر حسب هواه.
والهلال في القمم ينظر من علٍ ويمدد رجليه.
إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم.
خرج الهلال حزيناً بعد الخسارة من الأمل والتعادل مع الوادي... اصطكت أسنان لاعبيه ومدربه حزناً واشتعلت الصدور بالغضب، فكانت الرباعية في الشباك الحمراء... ظنوا وهماً أن الهلال خسر النخبة... ولكن الخيل الحرة بتجي في اللفة.
0 التعليقات