بهدوء

علم الدين هاشم

كان من المفترض أن يشهد استاد بورتسودان مساء أمس ختام الموسم الكروي بمباراة نهائي كأس السودان بين الهلال والمريخ، لكن غياب المريخ منح خصمه اللقب دون عناء، لتُضاف صفحة جديدة من الفوضى إلى سجل موسم حافل بالأزمات والقرارات المرتبكة.

الهلال، الذي تُوِّج قبل أيام بلقب بطولة النخبة باكتساحه للمريخ برباعية قاسية، أظهر دهاءً إدارياً حين غيّر موقفه فجأة ووافق على خوض المباراة، رغم البيان المشترك الذي وقّعه مع المريخ وأعلنا فيه اعتذارهما عن أداء النهائي. هذا التحوّل أربك مجلس المريخ، الذي وجد نفسه محرجًا أمام الجماهير والإعلام، لا سيما أن موقفه المعلن صار بلا غطاء بعد تراجع الهلال.

وبينما التزمت إدارة المريخ الصمت وتخلّف الفريق عن الاجتماع الفني، تدخل رئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر لإنقاذ الموقف، ما دفع مجلس المريخ لإرسال خطاب رسمي يطلب فيه تأجيل المباراة يومين لتجميع لاعبيه. لكن الرد جاء سريعًا من لجنة المسابقات: لا تأجيل إلا بموافقة مكتوبة من الهلال، الذي تمسّك بإقامة النهائي في موعده.

النتيجة؟ الهلال في بورتسودان يُتوَّج بكأس السودان، والمريخ غائب يتفرج، وسط صمت محير من رئيس مجلسه عمر النمير، الذي لم يجد حتى الآن الشجاعة لمواجهة جماهيره الغاضبة بعد الهزيمة الثقيلة، ولا الجرأة لتوضيح موقف النادي من الانسحاب المتردد.

لقد كشفت هذه الأحداث عن حالة من التخبط والعشوائية داخل مجلس المريخ، الذي بدا مشلول التفكير بعد الصدمة الأخيرة، ولم يُحسن التصرف حين أتيحت له فرصة استدراك الموقف بعد تراجع الهلال. فبدلاً من التصرف بحكمة، تاه المجلس بين العناد والتردد، وترك جماهيره في مرمى الإحباط.

ما حدث ليس سوى تتويج لفشل إداري مريخي مزمن، حيث يُصر المجلس على تحميل الاتحاد والآخرين أخطاءه، بينما العطب الحقيقي يكمن في داخله.