بلا ميعاد – عوض أحمد عمر
سيطرة داخلية مطلقة وتميّز خارجي يستحق الاحتفاء
• في موسم استثنائي، رغم الظروف الاستثنائية، سطّر الهلال ملاحم خالدة، عانق المجد عزةً واقتداراً.
• حصد البطولات المحلية كافة، نخبة وكأس، وأضاف إليها تتويجه خارج الحدود بلقب الدوري الموريتاني، مؤكداً مكانته كنادٍ قيادي يتجاوز الجغرافيا، ويصنع الفارق حيثما حل.
• ولم يكن هذا البهاء محلياً فقط، بل سطع الهلال إفريقياً حين بلغ مرحلة المجموعات عن استحقاق، في إنجاز يتكرّر دون أن يفقد بريقه، بل يرسّخ صورة الفريق الطامح بثبات على الساحة القارية، وصولاً للتتويج بالبطولة الكبرى وإن طال السفر.
• فالهلال، كما هو الهلال منذ النشأة والتأسيس، ليس مجرد نادٍ رياضي، بل كيان وطني جامع.
• الشاعر الرائع محمد الحسن سالم حميد، من مقام الاعتزاز والاحتفاء بالهلال والحضور الباهي، جاد بقصيدة رائعة جاء فيها:
الليلة دا يوم السودان
البلد الليلة هلالابي
النيل الأزرق نشوان
والأبيض أبيض يا أحبابي
• ثم يفيض حميد جمالاً وبهاءً وصوراً نابضة تنسج الهلال في كل تفاصيل الحياة:
البحر الليلة هلالابي
المطر.. الحجر.. الترابي
الشدر الشايل متكابي
الساقي عروقو الحطابي
الشوقو عنقريب هبابي
الشاقي مروقو هلالابي
الوسار ذوقو هلالابي
القمر البيتو قصاد بابي
حبيتو لأنو هلالابي
وين تمشي الراضي على المابي
بالشمش الفوقو هلالابي
• إنه صوت القصيدة حين تتحوّل إلى مشاهد وطنية ناطقة.
▪️ جوهر الكلم
• لقد أحسن مجلس إدارة الهلال صُنعاً حين رفض محاولات تأجيل نهائي كأس السودان، متمسكاً بثبات الموقف واحترام جماهيره، ومؤكداً حضوره الإداري القوي.
• هذا الموقف يعيد إلى الذاكرة واقعة مشابهة قبل ثلاث سنوات، حين رفض رئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر طلب الهلال بتأجيل نهائي كأس السودان في مدينة الدمازين، رغم وجود مبررات موضوعية. ورغم ذلك، لم يستجب حتى لتأجيل قصير.
• المفارقة أن الدكتور نفسه عاد هذا الموسم ليقبل تأجيلاً للمريخ لمدة 48 ساعة في نهائي بورتسودان، مجمِّلاً ذلك بشرط موافقة الهلال... مع تباين مقلق في المعايير.
• وهنا تجدر الإشارة إلى أن الحديث لا يستهدف شخص رئيس الاتحاد، بل يناقش نهجاً مؤسسياً في اتخاذ القرار، يستوجب المراجعة والتقويم، حفاظاً على عدالة المنافسات وثقة الشارع الرياضي في المؤسسة التي ينبغي أن تكون محل ثقة الجميع.
• هذا التفاوت في المواقف يُضعف الثقة في نزاهة إدارة البطولات، ويبعث بإشارات سلبية ما لم يُبادر الاتحاد إلى تصحيح مساراته، بعيداً عن الانتماءات الضيقة وتسديد فواتير الانتخابات.
• وعليه، فإن على مجلس الهلال أن يظل متيقظاً لما يُدار خارج الملعب، بذات الإجادة التي يظهر بها داخله، مسنوداً بإرادة جماهيره الغالبة.
▪️ آخر الكلم.. ▪️
• بطولات الهلال هذا الموسم ليست مجرد تتويجات، بل مشاهد جمالية حيّة، عاشتها الجماهير بفرحٍ متناهٍ.
• تتويج في ثلاث مدن عزيزة: الدامر، بورتسودان، ومن قبل في نواكشوط حاضرة الشقيقة موريتانيا.
• نعم، من نهر النيل حيث تتقاطع العراقة بالشموخ، إلى بورتسودان، ثغر السودان الباسم، التي احتضنت الختام.
• سيظل الهلال زينة الرياضة السودانية، ومنارة الحاضر وبشارات الغد الواعد.
• الوصافة المريخية باتت في خطر... في بطولة النخبة جاء الأهلي مدني، سيد الأتيام، ثانياً بالقانون... وفي بطولة كأس السودان حلّ التقدم بورتسودان ثانياً بالحضور الأنيق.
• تتبادل الأندية الوصافة... ويظل البطل واحداً: إجادة وسيطرة مطلقة.
Omeraz1@hotmail.com
0 التعليقات