نبض الكلمة
في ليلة من ليالي المجد الكروي، وعلى أرضية ملعب مدينة الدامر، كتب الهلال واحدة من أبهى صفحاته في تاريخ ديربي الكرة السودانية، حين أمطر شباك غريمه التقليدي المريخ بأربعة أهداف نظيفة، وانتزع لقب دوري النخبة السوداني لعام 2025، في مشهد درامي لا يتكرر كثيرًا.
دخل الفريقان المباراة وسط أجواء مشحونة بالترقب؛ فالمريخ كان يتصدر الترتيب ويكفيه التعادل للتتويج، بينما لم يكن أمام الهلال خيار سوى الفوز، وبفارق يعيده إلى الصدارة عبر أفضلية المواجهات المباشرة. وكانت المفاجأة أن الهلال لم ينتظر طويلًا ليُعلن عن نفسه، فأنهى الشوط الأول بهدفين منحاه الأفضلية والثقة.
في الشوط الثاني، واصل الهلال ضغطه المكثف، وظهر لاعبوه بثقة عالية وشغف لا يهدأ، ليضيفوا هدفين آخرين جعلا من النتيجة ثقيلة على المريخ، واحتفالية كبرى لجماهير الأزرق، التي لم تتوقف عن الغناء والتصفيق حتى بعد صافرة النهاية.
رباعية نظيفة في شباك الخصم التقليدي لم تكن مجرد انتصار، بل كانت استعادة لهيبة الهلال، وتأكيدًا على أن البطولات تُنتزع في اللحظات الحاسمة. المدرب، والجهاز الفني، واللاعبون، جميعهم قدموا أداءً جماعيًا رائعًا، عكس شخصية البطل وروح الفريق الواحد.
بهذا الانتصار التاريخي، رفع الهلال رصيده إلى 14 نقطة، متساويًا مع المريخ، إلا أن تفوقه في المواجهات المباشرة منحه اللقب عن جدارة، وأعاد البسمة إلى وجوه أنصاره بعد موسم طويل من التحديات.
أما المريخ، الذي لم يتذوق طعم الهزيمة في مباريات النخبة السابقة، فوجد نفسه أمام صدمة كروية كبيرة، بعدما انهار دفاعه وتلاشت آماله في دقائق معدودة، ليكتفي بالمركز الثاني ومقعد مؤهل للبطولة الإفريقية دون تتويج.
الهلال اليوم لم ينتصر فقط، بل أطلق رسالة واضحة: حين يتعلق الأمر بالبطولات.. نحن نصنع الفارق.
0 التعليقات