بهدوء
علم الدين هاشم
استحق الهلال عن جدارة التتويج بلقب بطولة النخبة، بعدما لقّن غريمه التقليدي المريخ درسًا قاسيًا برباعية نظيفة، لم يجد خلالها صعوبة تُذكر في الوصول إلى شباك الأحمر. فاز الهلال أداءً ونتيجة، وأثبت أنه الأكثر جاهزية واستقرارًا، حيث فرض سيطرته المطلقة على مجريات اللقاء من البداية وحتى النهاية، في قمة حاسمة غابت عنها الندية تمامًا من جانب المريخ.
واللافت أن هذه الهزيمة الثقيلة لم تكن في الحسبان حتى لأكثر المتشائمين من أنصار المريخ، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في الجولات الأخيرة، والتي وضعته في موقف أفضل قبل القمة، إذ كان يكفيه الفوز أو التعادل لحصد اللقب. لكن المستطيل الأخضر كشف الحقيقة مبكرًا، حيث ظهر لاعبو المريخ كأشباح بلا روح أو فاعلية، سواء من المحليين أو المحترفين الأجانب الذين أثبتوا أنهم خارج الخدمة تمامًا.
والأسوأ من ذلك هو الغياب التام للجهاز الفني بقيادة شوقي غريب ومساعده محسن سيد، اللذين التزما الصمت على دكة البدلاء، دون أي ردة فعل تُذكر، وكأنهما شهدا الانهيار دون قدرة على التدخل، لتتجسد بذلك حالة العجز الفني والفكري بأوضح صورها.
هذه النتيجة الكارثية لن تمر مرور الكرام على جماهير المريخ، التي كانت أصلاً في حالة غضب عارم بسبب المشاركة الباهتة في الدوري الموريتاني، لتتفاقم الآن الضغوط على مجلس الإدارة برئاسة عمر النمير، الذي أصبح مطالبًا بإجراء جراحة شاملة تشمل الاستغناء عن الأجانب الفاشلين، وتغيير الطاقم الفني، وإعادة النظر في الهيكل الإداري، وعلى رأسه المدير الرياضي الذي تحوّل إلى رمز للفشل المتكرر.
قمة النخبة لم تمنح الهلال فقط لقب البطولة، بل أسقطت المريخ إلى المركز الثالث، وأجبرته على التراجع للمشاركة في بطولة الكونفدرالية بدلًا من دوري أبطال أفريقيا، وهو ما يجعل من التغيير ضرورة حتمية داخل النادي الأحمر، وإلا فإن مسلسل الانهيار سيظل مستمرًا
0 التعليقات