رأي صريح / ياسر قاسم
نتيجة ثقيلة بكل المقاييس خسر بها المريخ أمام غريمه الهلال في ملعب الدامر، في "ديربي دوري النخبة". رباعية نظيفة (4-0) لم تكن مجرد خسارة عابرة، بل نتيجة استثنائية في تاريخ مواجهات القطبين، خاصة أن المباراة كانت حاسمة على لقب الدوري المصغر، ودخلها المريخ بفرصتي الفوز أو التعادل، لكنه خرج منها بأقسى ما يمكن أن يخرج به فريق كبير.
ورغم تراجع الاهتمام بالرياضة عموماً في السودان تحت تأثير الحرب والنزوح وتدهور الأوضاع الإنسانية، فإن نتيجة بهذه القسوة لم تمر مرور الكرام، لا على جماهير الهلال المنتشية، ولا على أنصار المريخ الذين أصابهم الحزن والخذلان.
لم يعتد الجمهور على نتائج بهذا الحجم في مواجهات الفريقين، ما يطرح سؤالاً مشروعاً حول ما يحدث داخل فريق المريخ؛ حالة من الانهيار الفني ظهرت بوضوح، لم تكن وليدة مباراة واحدة، بل نتيجة طبيعية لتراكمات من التخبط الإداري وعدم الاستقرار الفني.
منذ بداية "دوري النخبة"، بدت نتائج المريخ مخادعة؛ انتصارات على فرق لم تدخل أجواء التنافس بعد، وأداء لم يُختبر فعلياً حتى لحظة الصدام الكبير في "قمة الدامر"، حيث ظهر الفارق بوضوح.
الهلال بدا أكثر جاهزية، وأكثر ثباتاً في المستوى، مستفيداً من استمرارية مشاركاته في الدوري الموريتاني ودوري أبطال أفريقيا. في المقابل، دخل المريخ اللقاء بأعباء فنية وإدارية، ولم يكن الفريق في وضع يسمح له بتحمل ضغط المباراة، ولا بترجمة طموحه إلى أداء فعلي على أرض الملعب.
الرباعية لم تكن مجرد نتيجة مباراة، بل جرس إنذار حقيقي يكشف الواقع المؤلم لفريق المريخ. من يرفض الاعتراف بوجود أزمة داخل الفريق، فهو يساهم في تعميقها. المطلوب الآن ليس المكابرة، بل الوقوف عند هذه الخسارة بجرأة، ومعالجة الاختلالات، قبل أن يدخل المريخ مشاركته الأفريقية المقبلة مثقلاً بالمشكلات التي لن ترحمه إن لم تُعالَج من الجذور.
0 التعليقات