وهج الحروف
ياسر عائس
جرّد الهلالُ المريخَ من المركز الأول، وتحكَّر على العرش، وانتزع كأس بطولته المحببة عنوةً واقتدارًا.
فلت الأحمر من هزيمة تاريخية كانت ستسير بها الركبان... هلالُ التميُّز والأرقام القياسية والإعجاز واصل حصد التفوُّق، وسكب الأضواء حول مسيرته الباهرة.
تصدّر بطولتَين في موسم واحد وفي بلدين مختلفين... قفز إلى رأس قائمة الدوري الموريتاني واعتلى قمة "النخبة" في موقعه المحبب ومكانه اللائق.
بالعودة لمجريات المباراة، حاز الهلال على أعلى معدل استحواذ، وحصل على عدد أكبر من الركنيات، وسجّل أربعة أهداف، وصوّب على المرمى أكثر.
وسجّل الغربال هدفًا ونال جائزة الهداف، وبصم روفا مرتين ليسجل اسمه بأحرف من نور في سلسلة هدافي القمة.
وعمومًا، زاد الهلال من عدد مرات الفوز في الممتاز، وزاد من أوجاع المريخ بعدما جرّعه هزيمة جديدة تُضاف إلى إحصائيات القمة، التي تُثبت علو كعب الأزرق ورسوخ قدمه.
دخل الهلال المباراة بفرصة واحدة، لكن زئير أُسوده حسم المواجهة في شوطها الأول.
واصل الأزرق احتكاره للممتاز، وزاد حرمان المريخ من البطولة، وقد غيّبه عنها عنوةً منذ خمسة مواسم.
أضاف الهلال مدينة جديدة لتكون شاهدة على تمزيق شباك "الوصيف الدائم"، فبعد أن جرّعه الهزيمة في الدوحة، وأبو ظبي، ونواكشوط، وأم درمان، طوّف به هذه المرة في سوح نهر النيل.
الهلال في كل بلد... يحطّم الأرقام ويكتب اسمه فوق هام الشمس.
أرسل الهلالُ المريخَ إلى المركز الثالث، فلوائح الممتاز واضحة، وأهلي مدني أفضل ترتيبًا من حيث صافي الأهداف.
نتوقّع "سمكرة" من لجنة محمد حلفا، فالمدعوم دائمًا يحتاج إلى تطويع القانون للحصول على الوصافة.
وهناك تعارض بين لائحتي الانضباط والمسابقات... الأولى تسود على الثانية في حال التعارض، وتنص على منح النادي هدفين فقط في حال كسب الشكوى في نتيجة مباراة، بينما منحته لجنة المسابقات ثلاثة أهداف!
الفصل بين الفرق في حالة التساوي واضح، ولا يحتاج إلى اجتهاد أو تفسير.
أهلي مدني هو وصيف الممتاز.
تلاعب الهلال بالمريخ، وبسط سيطرته على المباراة، وأودع رماته ثلاثة أهداف في الشوط الأول، في ترجمة حقيقية للتألق والتحكم.
يبدو أن خطة "المعلّم" كانت تكرار تجربة مريخ الأبيض، التي أنهاها الهلال بخماسية، فحسم النتيجة مبكرًا.
تطايرت بعض الفرص من لاعبي الهلال في الشوط الأول، وكانت كفيلة بمساواة مريخ غريب بمريخ الأبيض!
ضحك الهلال أخيرًا... فضحك كثيرًا، فالبطولات لا تليق إلا بالأبطال.
حطم الهلال كل الأرقام، فاز بالممتاز، وتنتظره مهمة أخرى، وطلعة جديدة، ومعركة حاسمة للجمع بين الدوري والكأس... رغم أن الفوز بـ"النخبة" يكفي الأسياد للتمثيل في دوري الأبطال.
0 التعليقات