عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

المجد للأزرق...

الصورة
طَق خَاص
خالد ماسا

وانتصارُ الأمسِ الذي حقّقه الهلال في نهائيِّ "النخبة"، لا يمكن قياسُه بمقاييس كرة القدم فقط، والتي تنتهي في حدود تسعين دقيقة، وثلاث نقاط، وترتيب المراكز، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، إلى حدود التأثير في المزاج العام في السودان.
ما حدث بالأمس يُشبه إلى حدٍّ كبيرٍ أشواقَنا في العودة إلى البيوت التي هجرناها لعامين أو يزيد، ويُشبه إلى حدٍّ كبيرٍ قوافلَ العودة، محمّلين بحقائب محبة الوطن وشعبه.
انتصر الهلال أولًا وقبل كلِّ شيءٍ على مسألة "الثقة" التي هزّتها نتائجُ الفريق في بدايات مشوار "النخبة"، وتعقيدُ حسابات لائحة البطولة، والتي كانت كلُّها تمضي للظنِّ بأنَّ هذا الموسم للنسيان، وعلى لغة الإحباط التي بدأت تستولي على الأجواء الهلالية.
انتصر الهلال بالأمس على فوضى تنظيم البطولة من أساسها، وانتصر على كل تخطيطٍ للفشل قام بترتيبه الاتحادُ السوداني لكرة القدم.
انتصارُ الأمس هو "حافزُ" العودة الطوعية للذين شرّدتهم الحربُ في مدن النزوح واللجوء، وهو المنديلُ الذي مسح دموع الأحزان، واستعادت به شوارع أم درمان، والخرطوم، وعطبرة، ومدني، وبورتسودان، ونيالا، وحلفا، وفاشر الصمود نبضَها المفقود.
انتصارٌ نُهديه لروح الأسد فوزي المرضي، لأننا نعرف كيف يكون طَعمُه عندما يكون حاضرًا في الهلال... نُهديه للرُّمح المُلتهب علي قاقارين، وللكابتن جميل، وللأُسود، وشهداء مدرّجات الهلال.
الهزيمةُ الثقيلة التي تلقاها الندُّ التقليديُّ بالأمس، هي نتيجةٌ طبيعيةٌ للاستفزاز الصحفي والكيد الذي سبق المباراة، والانصراف للاحتفال على صفحات الصحف ومكاتب الاتحاد العام.
انتصارُ الهلال بالأمس هو التأكيد على التفوق الذي حقّقه الهلال في مشاركته في الدوري الموريتاني، والمسافة البعيدة بينه وبين أقرب منافسيه في السودان، من حيث المستوى في المشاركة الأفريقية.
انتصارُ الهلال العريضُ على المريخ بالأمس هو المشهدُ المُفرحُ من بين مشاهد الدمار التي ظلّت تُورّثنا الهمَّ والغمَّ في السودان، وهو الذي يفتح الباب لاستعادة مظاهر الحياة الطبيعية التي خرّبتها الحرب.
بانتصار الأمس، يتمدَّد اللونُ الأزرقُ ليشمل كلَّ جغرافيا الوطن، مُعلنًا التحريرَ من الأحزان التي سكنت لعامين، وهو المشتركُ الوحيدُ في هذا الوطن بعد أن تفرّقنا في كلِّ شيء
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
خور أربعات يفيض

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع