كي بورد
الطيب علي فرح
مبروك لنادي وجماهير الهلال تتويجه بلقب بطولة النخبة في لحظاتها الأخيرة، بعد فوز عريض على غريمه التقليدي المريخ بأربعة أهداف دون مقابل، في مباراة حملت كل عناصر الإثارة، لكنها في الوقت ذاته كشفت عن مشاكل كبيرة تهدد حاضر المريخ ومستقبله.
التعادل كان كافيًا لتتويج المريخ بفارق النقاط، لكنه دخل المباراة غائب الروح، فاقد الإحساس بالمسؤولية.. أداء يشبه كثيرًا "دافوري" الحواري والأزقة..!!
ما حدث للمريخ في هذه المباراة لا يمكن النظر إليه فقط من زاوية الخسارة الكبيرة وضياع النقاط ولقب البطولة، بل إن ما حدث يعكس أزمة عميقة تضرب الفريق من الداخل. سوء و(بلادة) في التخطيط الإداري، غياب الانضباط، عدم وضوح الرؤية الفنية، كلها أسباب اجتمعت وأدت إلى انهيار غير مبرر لفريق كان في وضع يؤهله للتتويج.
الأسوأ من ذلك هو الغياب التام للغيرة على الشعار وفقدان الإحساس بالمسؤولية، وكأن اللاعبين يخوضون مباراة تحصيل حاصل، لا نهائي بطولة أمام خصمهم الأزلي.. وأعتقد أن هذا هو أكثر ما أوجع جماهير المريخ.
أما الهلال، فقد دخل المباراة بخيار واحد فقط: الفوز ومصالحة الجماهير. هذا الوضوح في الهدف انعكس على أداء اللاعبين، الذين لعبوا بقلب رجل واحد، وبروح قتالية عالية، وبغيرة جعلت الفريق يظهر كمفترس (شرير) ينقض على فريسة منهكة بلا رحمة..!
دخل نجوم الهلال مدفوعين برغبة في الانتصار ومصالحة جماهيرهم. الفوز كان مستحقًا من كل الجوانب: فنيًا ونفسيًا وتنظيميًا، وجاء تتويجًا لجهد كبير في مباراة مهمة للغاية وتاريخية.
لكن، رغم الفرحة، لا ينبغي لهذا الانتصار أن يُغلق أعين إدارة الهلال عن مكامن القصور. الفريق لم يظهر بمستوى ثابت خلال البطولة، وتكرار بعض الأخطاء الفنية يطرح علامات استفهام يجب التوقف عندها بجدية. فالمنافسة القادمة أصعب، وجماهير الهلال التي احتفلت الليلة، لن يرضيها سوى الظهور بهذه الروح وهذا الأداء.. فالغريق قدّام، والتحديات جسام.
ختامًا، نحمد الله على نعمة السلم والأمان التي بدأت تدب في سوداننا الحبيب.. وجود الجماهير بهذه الأعداد، وتنظيم بطولة بهذا الزخم في ظل هذه الظروف الصعبة، هي نعمة تستحق الحمد، فالحمد لله كثيرًا.
قف:
أمير دامر..!!
0 التعليقات