خليك دبلوماسي
محمد مأمون يوسف بدر
في ظل التحولات الديموغرافية والاجتماعية الكبيرة التي يشهدها السودان بسبب الهجرة والنزوح، لا سيما بعد اندلاع الحرب الأخيرة، تبرز أهمية مركز السودان للهجرة والتنمية والسكان، كأول مركز متخصص في هذا المجال في المنطقة العربية والإفريقية. ويقع مقره ضمن جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، في منطقة الصحافة بالخرطوم، ويهدف إلى دراسة قضايا الهجرة وتحليلها علميًا لتقديم حلول عملية تسهم في صناعة السياسات الفعّالة.
يتبنى المركز مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تجعله ركيزة أساسية في معالجة قضايا الهجرة والنزوح، ومن أبرزها:
1. إجراء دراسات متعمقة حول الهجرة باستخدام المنهج التحليلي العلمي، بما يشمل تحليل أسباب الهجرة وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية.
2. تجميع البيانات والإحصاءات الدقيقة عن أعداد المهاجرين والنازحين، سواء داخل السودان أو في الدول المضيفة، وتوثيق خسائرهم المادية والمعنوية.
3. توفير المعلومات لمتخذي القرار، لمساعدتهم في وضع سياسات فعالة تعالج قضايا السودانيين بالخارج وتضمن حقوقهم.
4. تمكين جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج من أداء مهامه بكفاءة، من خلال تزويده بدراسات ميدانية تحليلية تسهّل متابعة قضاياهم وحل مشكلاتهم.
5. إنشاء منظومة بحثية متكاملة داخل السودان، بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث، لتعزيز القدرات المحلية في مجال دراسات الهجرة والسكان.
حصر الخسائر وأعداد النازحين والمهاجرين
يعمل المركز، تحت إشراف جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، على توثيق الخسائر الناجمة عن الحرب، والتي تشمل:
(أ) الخسائر البشرية:
• عدد النازحين داخليًا (يُقدّر بالملايين).
• عدد اللاجئين السودانيين في الدول المجاورة مثل: مصر، تشاد، إثيوبيا، إريتريا، السعودية، قطر، وجنوب السودان.
(ب) الخسائر المادية:
• تدمير البنية التحتية (مستشفيات، مدارس، طرق).
• خسائر الممتلكات الخاصة (منازل، أراضٍ زراعية، مشاريع تجارية).
(ج) الخسائر الحكومية:
• انهيار مؤسسات الدولة في بعض المناطق.
• توقف الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.
ويتم تحديث هذه السجلات دوريًا لتوفير بيانات مستمرة تُستخدم في وضع خطط الإغاثة وإعادة الإعمار.
دور المركز في إعمار ما دمرته الحرب
يسعى المركز إلى أن يكون شريكًا أساسيًا في عملية إعادة الإعمار عبر:
1. رسم خرائط النزوح، وتحديد المناطق الأكثر تضررًا لتوجيه جهود الإغاثة.
2. دراسة احتياجات العائدين من النازحين والمهاجرين، وتصميم برامج لإعادة التأهيل الاقتصادي والاجتماعي.
3. تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية، مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، لجذب الدعم المالي والفني.
4. إعداد تقارير دورية لتقييم الأضرار واقتراح آليات للتعافي السريع.
خلاصة
يمثل مركز السودان للهجرة والتنمية والسكان نقلة نوعية في التعامل العلمي مع قضايا الهجرة والنزوح في السودان. ومن خلال جهوده في توثيق الخسائر وتحليل البيانات، يصبح أداة حيوية لصناع القرار في وضع سياسات مستنيرة. كما أن تفعيل دوره سيكون أساسيًا في مرحلة إعادة الإعمار، ليس فقط من خلال معالجة آثار النزوح، بل أيضًا عبر المساهمة في بناء سودان أكثر استقرارًا وتنمية.
وبذلك، يضع المركز السودان على خريطة المراكز البحثية الرائدة في مجال الهجرة والسكان على المستويين العربي والإفريقي.
0 التعليقات